آخر المهرة
* ماذا يمثل لك محمد الثبيتي.. إنسانًا وشاعرًا؟
- على مستويات ثلاثة؛ الصداقة.. الإدارة الثقافية والشعر .. يعبر محمد الثبيتي في حياتي مثلما يمسح صدر الصحراء؛ ظله، مطره وما ينبت.. عرفته صديقًا منذ اتصلت به هاتفيًا في مطلع الثمانينيات، كنت في رحلة جامعية إلى مكة المكرمة، كان صوتي مترددًا وجاءني صوته العميق مرددًا: «لا تتحرك من مكانك عند باب السلام .. أنا قادم الآن».. أخذني إلى جانبه كمن يعرفني منذ قرن.. قرأ عليَّ مطلع قصيدة يكتبها بترتيله العذب: وأفقت من تعب القرى.. تلك اللحظة عرفتني على عمق الإنسان.. أبو يوسف.. أدخلني بيته وقدمني إلى مكتبته ولم يتردد في فتح قلبه الواسع والمشحون بالعاطفة والأصدقاء وحب الناس والتمتع بالحياة.. وامتدت صداقتنا... أما في إدارتي الثقافية فقد دعوته لأول مرة في الأحساء عام 1985 في جمعية الثقافة والفنون.. حول قصيدة التضاريس، حيث قرأها ووزعناها مخطوطة ومنسوخة بخط يده الجميل وبصحبة قراءة نقدية للدكتور سعيد السريحي.. كانت من الأمسيات التي تركت أثرها الفصيح في وجدان محبيه والحضور الذي جاء من كل مكان.. بعدها بسنين لبى دعوتنا في نادي المنطقة الشرقية الأدبي 2008 - على ما أعتقد - وكانت ليلة امتلأت فيها صالة النادي بالحضور الذي كان يردد عن ظهر قلب مع الثبيتي تغريبة القوافل والمطر.. وبين الأمسيتين لقاءات في أماكن شتى.. منها أننا تقاسمنا غرفة فندقية في بغداد.. الشاعر محمد الثبيتي هو أقرب من ينطبق عليه وصف النحات.. لغة وصورة.. يقف برشاقة على أرض صلبة وينحت غير مسبوق لغته وصورته على مهل.. كأنه آخر الخطاطين المهرة.
اعتراف ضمني
* هل يمكن اعتبار فوزك بجائزة الثبيتي انتصارًا لقصيدة النثر.. وكيف تقرأها؟
- يمكن أن أعتبرها كذلك، لولا ما توحيه الكلمة «انتصار» من غلبة صيغة على أخرى.. ولذا أستطيع القول إن جائزة محمد الثبيتي يمكن اعتبار تقديمها عن مجمل تجربتي؛ اعتراف ضمني بقصيدة النثر.. وهو الأمر الذي يزيد من بهجتي بالجائزة.. ويمدني بحماسة توازي طاقة جيش كامل. أعترف أن أسماء عديدة سواء في قصيدة النثر أو التفعيلة، لها تجارب تسبقني.. ولهذا أحيي شجاعة لجنة أمناء الجائزة لاجتراحهم مسارًا غير مسبوق.. واعتقادهم الكريم في تجربتي وأعدهم ألا أخذل الجائزة، بل ستزيد من عزمي على مواصلة التجربتين معًا.. الشعر والإدارة الثقافية.
ظل يتقصف
* على أي مسار طافت بك الموهبة في حدائق الشعر؟
- قبل 1987 كتبت شعر التفعيلة وكان ينشر في الصحف.. الرياض والجزيرة واليوم.. وبعد ذاك العام اتخذت مساري في كتابة قصيدة النثر.. ولم أصدر أول مجموعاتي «ظل يتقصف» إلا في 1995م.
مغامرة وجرأة
* وعلى ماذا تراهن أنت ورفاقك من شعراء النثر في المشهد الثقافي؟
ليس لدينا رهان جمعي.. كل شاعر له رهان يخصه.. وفي رأيي أن شعراء قصيدة النثر في مشهدنا الثقافي هم أكثر مغامرة وبحثًا وعدم ارتهان للمنجز الجاهز ويشتغلون بجدية لا مثيل لها ليس في المشهد المحلي؛ بل يمكنني القول في التجربة العربية.. مما قدم لنا شعراء متجاوزين لكل منهم نصوصه الحية والمتجاوزة..
قبل وبعد
* وماذا بعد جائزة محمد الثبيتي؟
قبلها.. وعلى مستوى شخصي لم أكن أنتظر أية جائزة.. والآن لا أريد شيئًا بعد جائزة محمد الثبيتي.. أما بعد... فسأراجع إصدار مجموعاتي الشعرية الجاهزة.. وعلى المستوى العام فأشعر أن علي مسؤولية مواصلة عملي في الإدارة الثقافية بإتقان أكبر وفرادة نوعية، أحس بشعور من التحدي الجميل لتجاوز ما فعلت قبلها.
أحمد الملا: جائزة الثبيتي أمدّتني بطاقة جيش كامل ولا أريد شيئًا بعدها
تاريخ النشر: 08 أبريل 2015 17:46 KSA
آخر المهرة
* ماذا يمثل لك محمد الثبيتي.. إنسانًا وشاعرًا؟
A A