نعم.. المسؤول ليس شمسًا شارقة ولكن!

سيدي المسؤول..
* هل كنت يومًا ما رقمًا في طابور طويل في مستشفى حكومي ومن الساعة الثامنة صباحًا حتى الواحدة بعد الظهر؟ لتدخل بعدها على طبيب عام يكشف عليك في خمس دقائق، ثم يحدد لك موعدًا آخر لدى الطبيب المختص بعد شهر.. إذا لم يكن كذلك فأنصحك بخوض هذه التجربة ليوم واحد فقط.
* هل كنت يومًا ما أو أحد ذويك منوّمًا في مستشفىً حكومي ومعك اثنان أو ثلاثة مرضى في نفس الغرفة؟ إذا لم يكن كذلك جربها ليوم واحد فقط.
* هل تلقَّى أحد أبنائك أو إحدى بناتك تعليمهم في مبنى مدرسي مكتظ، وصيانة رديئة للكهرباء، ومكيّفات تنفث سمومًا طوال اليوم؟ إن لم يكن كذلك تعال حيث يدرس أبناؤنا وجرّبها ليومٍ واحد، شرط أن تكون التجربة في صيف جدة، وعلى الرحب والسعة.
سيدي المسؤول..
* هل كان في عائلتك خريجة تقبع تحت تهديد اختبارات القبول كمعلمة، أو تعمل في قرية نائية وتباشر عملها من الرابعة فجرًا؟ إن لم يكن كذلك جرّب هذه التجربة وتلك الرحلة ليوم واحد فقط.
الحقيقة الأقرب إلى الواقع هي أننا نحن.. ونحن وحدنا، مَن يستطيع تسليط الضوء على القصور، ونحن مَن يمتلك القدرة على إحداث أقوى المتغيرات في حياتنا، وفي المقابل فإن الحقيقة الأخرى والأقرب أيضًا للواقع هي أننا نحن.. ونحن وحدنا مَن يصنع القصور ليخلق أضعف المتغيرات.
والحقيقة والمتغير هنا يكمنان في أمورٍ بدأنا نلمح مشاهدها على السطح، ولو تم التغاضي عنها أو التهاون في أثرها أخشى أن تخرج بالمسؤول من دائرة أداء المسؤولية الحقة على أكمل وجه إلى منحنيات اللازمة الشخصية لهذا المسؤول التي لا دور لها سوى الاجتماعات والبرامج لاغير!.
سيدي المسؤول.. مسؤولية القيادة لمن نوكلها ومتى!!؟؟.
مرصد..
إن عمود الحق والإنصاف في المسؤولية يكمن في أداء الحقوق والواجبات للوطن والمواطن، كل حسب مسؤولياته المناطة به، والضمير بوصلته التي تقود ذلك كله إلى الوجهة الصحيحة، وإذا لم يكن لا هذا ولا ذاك.. فلا نريد منك أن تكون شمسًا شارقة بقدر ما نرغب في تحقيق أدنى الحقوق والواجبات التي يعود نفعها على الوطن والمواطن على حدٍ سواء.