أعتقد في وجهة نظري أن على المسلمين العمل الموجه نحو الديموقراطيات المنفردة، لا الحديث عن الوحدة أو الإمبراطورية، ذلك لأن اجتماع دول ذات أعراق وأعراف مختلفة يستدعي الحكم المركزي لحفظ الاستقرار، وهذا سيؤدّي إلى ضرورة تسلط رأي دون الآخرين -نقيض الديموقراطية-.
إذ إن الديموقراطية الناجحة تفترض شعبًا موحدًا، أو شعبًا يدرك تجانسه، فتوجيه الكثير تحت مظلة واحدة معادلة للخراب الذي يتعذّر حلّه دون المركزية.
قد يختلف البعض مع مقولتي هذه، ويتحجج بإمبراطورية الولايات المتحدة الأمريكية، فهي متعددة الأجناس والديانات، كأنها شعوب مختلفة تحت لواء واحد. ولكنني أقول إن أمريكا ما هي إلاّ تجمع لمهاجرين تركوا ديارهم وبلادهم الأم وانتماءاتهم جانبًا حين وطئت أقدامهم أرض أمريكا، أو العالم الجديد. وإدراكهم بأنهم جميعًا غرباء عن هذه البقعة الجيوغرافية الجديدة.
أمّا الخلافة الإسلامية، فمع احترام الإسلام لتعدد الأديان والأعراف والأعراق كان حكمها مركزيًّا لم يعرف الديموقراطية، وسادت فيه الحروب الداخلية.
صحيح أنه قد كانت هناك منذ أزل بعيد خلافة راشدة وعادلة تتبنى الشورى، ولكن سرعان ما تغيّر الحال بدخول أعداد كبيرة من شتّى الأجناس والأعراف والأعراق والأديان «دار الإسلام».
الإسلام دين يوجب الأفضل، والأفضلية اليوم للديموقراطية، ويصعب جمعها مع الإمبراطورية؛ لأن إدارة الاختلاف بين مختلفي الأعراق والأجناس والأعراف ديموقراطيًّا، وجمعهم تحت حكم واحد يتطلّب حكمًا جزئيًّا صعبًا لم تفلح فيه أوروبا إلى اليوم. وبديل الديموقراطية هنا هو الحكم المركزي المستفرد في استخدام العنف وإلاّ سادت الفوضى.
ولهذا السبب أرى أن على المسلمين التوجه نحو الحوكمة الديموقراطية لمختلف الدول المنفصلة والمفردة، وعدم السعي نحو الإمبراطورية. فهذا أفضل لشعوبها.
ولكن لا يجب أن يثني هذا عن وجود قوة ضاربة مشتركة، خاصة إذا أمن المسلمون بأس بعضهم البعض. ولم يحدث هذا في أوروبا إلاّ بعد قرون من الحروب بين أسلافهم كان يسودها السلام حين تتساوى القوى أو يعادل بعضها بعضًا.
انفراد الدول في سلام أفضل من حرب دائمة يتنازع فيها المسلمون في سبيل من سيحظى بالرأس أو الخلافة من الدول المتنازعة.
الإمبراطورية نقيضة الديموقراطية!
تاريخ النشر: 23 أبريل 2015 01:56 KSA
أعتقد في وجهة نظري أن على المسلمين العمل الموجه نحو الديموقراطيات المنفردة، لا الحديث عن الوحدة أو الإمبراطورية، ذلك لأن اجتماع دول ذات أعراق وأعراف مختلفة يستدعي الحكم المركزي لحفظ الاستقرار، وهذا سي
A A