حين هبّت هبوب العز في عاصفة الحزم؛ لم يكن لقيادتنا الرشيدة أي أهداف أو مطامع توسعية في المنطقة برمتها، ولم تدفع بأبناء الوطن وجنوده للذود عن حدودنا هكذا اعتباطًا، ولم يكن صمتنا زمنًا طويلاً على كل ما كان يحاك ضد المملكة العربية السعودية من مكائد، صمت المستسلم المتخاذل، بل كان لغةً قلَّ مَن يفهم مكنونها، وقد غاب عن إيران وميليشيات الحوثي والموالين لهم ومَن تبعهم؛ أن ذاك الصمت لم يكن سوى سكون التروّي المقرون بحكمة الرأي السديد حال اشتداد الغضب.
على مرّ الزمان، أبت تلك الفرق إلاَّ رفع رايات التجرّد عاليًا من كل شيء، لأجل أي شيء.
وأيًّا ما كانت تلك الفرق المترصدة بالمسلمين، وأيًّا ما كانت ألقابهم أو مسمياتهم «حرس ثوري، حزب الله، ميليشيات حوثي، قوات أو قرى موالية»! فما هم إلاّ رافضون.. مرجفون.. انقلابيون.. طائفيون.
أولئك هم على الحقيقة وذاك هو مذهبهم وديدنهم!!
لم نخيّركم حتى تختاروا، ولن تضعف أبواقكم العفنة -التي تنفث سمومها هنا وهناك ضد المملكة العربية السعودية حكومة وشعبًا- تلاحمنا واصطفافنا خلف قيادتنا الرشيدة، بل زادتنا.. وزادتنا.. وزادتنا، فاخرسوا ألسنتكم.
أيًّا ما أنتم فولاؤكم قيد يحبس الأصوات، ليلتفّ حول الأعناق فيقطع الأنفاس، وما مذهبكم وتشريعاتكم ودساتيركم التي تنظم تعاملاتكم إلاَّ الدندنة على أوتار الطائفية القميئة.
اعلموا أنه لن يتبقى لكم من تلك الدندنة سوى سطور سوداء في تاريخ عارٍ من أي شيء حتى منكم.
حين جاء اليوم الذي أنكرتكم ظلالكم.. هل بلغ ذاك التجرد الأخلاقي منكم أعلى مراتبه؟ أم أنه شُبّه لكم فاختلط عليكم الفرق بين الحزم عزةً!!، والقفز مكرًا وغدرًا؟!
أي ولاء ذاك الذي تهاوت تحت أقدامه انتماءات الدين والهوية؟!
حين بلغتم قمة النبذ تمامًا وبامتياز.. كنتم ولا زلتم هناك.. وحيث أنتم هناك.. الولاء لا ولاء له، والأرض تحت وطأتكم أنبتت نارًا سيأكل لهيبها -إن شاء الله- الأخضر واليابس منكم.
مرصد..
حيث أنتم وفي أي مكان كنتم.. حيث كل أسماء الإشارة السوداء مفردها ومثناها وجمعها.. وعلى الحقيقة لا مكان بينكم، ولا على أرضكم ولا مخططاتكم.. لا لمحمدٍ عليه أفضل الصلاة والسلام، ولا علي، ولا الحسن والحسين -رضوان الله عليهم جميعًا- فاخرسوا ألسنتكم، واندسوا في جحور الضلال، وبئس المصير بإذن الله.
fatma.albkely@yahoo.com
أخرسوا ألسنتكم.. فبئس مصيركم
تاريخ النشر: 24 أبريل 2015 03:01 KSA
حين هبّت هبوب العز في عاصفة الحزم؛ لم يكن لقيادتنا الرشيدة أي أهداف أو مطامع توسعية في المنطقة برمتها، ولم تدفع بأبناء الوطن وجنوده للذود عن حدودنا هكذا اعتباطًا، ولم يكن صمتنا زمنًا طويلاً على كل ما
A A