Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

د. عبد الله دحلان ..أيام لا ككل الأيام ( 1 )

لظرف صحي طارئ ألمّ بي, مكثت في المستشفى التخصصي بجدة ثمانية عشر يوماً لتلقي العلاج من التهاب رئوي, إضافة إلى إجراء عملية قلب مفتوح, وأثناء عملية القلب تم تخديري لمدة 48 ساعة, لكنه لم يتم إجراء العملية

A A
لظرف صحي طارئ ألمّ بي, مكثت في المستشفى التخصصي بجدة ثمانية عشر يوماً لتلقي العلاج من التهاب رئوي, إضافة إلى إجراء عملية قلب مفتوح, وأثناء عملية القلب تم تخديري لمدة 48 ساعة, لكنه لم يتم إجراء العملية لظرف صحي آخر طارئ وتم تأجيل العملية. وأثناء إقامتي بالمستشفى طلبت من إخوتي عدم إعلام الأهل والأصدقاء حتى لا أكلّف وأشقّ عليهم في زيارتي, وعلى من علم منهم فقط ألا ينساني من الدعاء. وفي أحد تلك الأيام العصيبة فاجأني الصديق الدكتور عبدالله دحلان بزيارة لم تكن متوقعة, ولم أكن قد أفقت تماماً من البنج, وكانت ترافقني ابنتي آلاء التي حكت لي لاحقاً تفاصيل زيارة هذا الصديق والأخ الكريم النبيل وزميل الدراسة, حيث انكبّ عليّ وراح يقبّلني قبلة من القلب, وكان متأثراً متألما من حالتي وقتها, ودعا لي بالشفاء وعرض علي العلاج على نفقته الخاصة وفي أي دولة بل وأصر على ذلك وانتظر فقط موافقتي, وذكر لابنتي محاسني وزمالتي له, وذكر لها بعض أيامها ولياليها والتي لا تزال عالقة في ذاكرته. هذه ببساطة حقيقة الصديق عبدالله دحلان الذي يضرب أروع الأمثلة في الصدق والصداقة حيث يكون مع صديقه في السراء والضراء, وفي الفرح والحزن والمرض, وفي السعة والضيق. ولكم أعجبت ابنتي بدماثة خلقه وبشهامته وصدق صداقته لتعود بي الذاكرة معه حدود العام ٧٣م سنة التحاقنا بالجامعة، وعندما استمعتْ لها ابنتي ألحّت عليّ في كتابة مقال أو سلسلة مقالات عن شخصية هذا الرجل الفريد, وعما أحدثه من نقلة نوعية للغرفة التجارية, ولكلية إدارة الأعمال, وتحويلها لجامعة, وعن تلك التحديات التي واجهها ليحتذي بها شبابنا. أذكر عندما التحقت بكلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيزالتقيت بهذا الزميل في مدرج 213 ومن خلال اللقاء أفدته بأنني أبحث عن سكن مناسب مع زملاء معروفين حسب طلب والدي, فعرض علي السكن معه فسرعان ما وافقت. الزميل عبدالله كانت البسمة لا تفارق محياه, متفائل, وكان يعتمد على ذاته ماديا, وكان شغوفاً بالتحدي, وكان مفوهاً ينتقي الألفاظ في حديثه, وقياديا بطريقة تجعلك تنساق خلفه وأنت لا تشعر. قادنا ذات مرة إلى مدير الجامعة الدكتور محمد عبده يماني -رحمه الله- أنا وعدد من زملائي لنحصل على مكافأة مادية, وعندما عرّف بنفسه وبمن معه ابتسم معالي الدكتور وعرف من الوهلة الأولى أننا جميعاً لا نستحق المساعدة. استمر عبدالله في الحرص على الدراسة مع إصراره على الاعتماد على ذاته مادياً, لكنه صاحب مفاجآت وفي صمت, فقد فاجأني في أحد الأيام عندما قام بشراء سيارة, قلت له من الذي اشترى لك السيارة؟! قال اشتريتها بالتقسيط. قلت له: لكن كيف سددت الدفعة الأولى؟! ( للحديث بقية )
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store