قائد الأوركسترا

القيادة من مقعد رئاسة مجالس الإدارة تماثل قيادة فرقة أوركسترا، العازفون كل على آلة يأخذ من نوتة موسيقية والتي تماثل خطة العمل ولكنها تنساب لحناً شجياً يتدفق كالماء رغم تعدد الآلات وتنوعها، قائد الأوركسترا ليس عازفاً لكن من دونه كل سيغني على ليلاه وتصبح الموسيقى نشازاً، كذلك رئيس وأعضاء مجلس الإدارة يأتون ممثلين لفئتين حملة أسهم أو فئة مستقلة يتم اختيارها لاستراتيجيات احترافية ..وهذا المزيج، بعضه يرغب في تبني استراتيجيات بعيدة المدى وآخرون يرغبون جني أرباح سريعة وقد يرغب أحدهم تبني الاستدامة وغيره يرفض ودور رئيس المجلس الادارة من لحظة انتخابه كممثل للشركاء قيادة الجميع لأن دوره تغير ليس لأن القيادة تكليف وليس تشريفاً ولكن مهامه صارت أخطر، وتتجاوز فكرة متخذ القرار باعتبارها ثقافة إدارية تجاوزها الزمن ليصبح دوره كقائد الاوركسترا يقود فرقته لإنجاز الألحان المتناغمة، عبر تحقيق التوازن أو (الدوزنة) بلغة الموسيقى وان يتأكد بأن الحوكمة الرشيدة مطبقة بصرامة بما يحمي حقوق المساهمين ويعظم العائد وله دور ثالث هو التواصل والاتصال لتحسين الصورة الذهنية للمنشأة وفتح آفاق جديدة تضاعف الأرباح والنمو.
ويقود رئيس المجلس اجتماعات مجلسه اعتماداً على أبعاد أهمها دوره في سد فجوة المعلومات بين الأعضاء الذين يتخذون القرارات ويتراوح عددهم ما بين عشرة أعضاء إلى اثني عشر شخصا وهو عدد إن قلّ قلّت الفعالية وإن زاد تراجعت، وتلك مُسلمة علمية، لكن هؤلاء الأعضاء في الغالب يصعب إن لم يستحل أن يكونوا على درجة واحدة من الإحاطة بنفس المعلومات عن الموضوع نفسه مثلما يختلفون في الاستيعاب فهناك دائما فجوة معلومات قد تقودهم لاتخاذ قرار يختلف تماما أحيانا، عن القرار الذي يمكن اتخاذه لو تم سد تلك الفجوة ،فعلى الرئيس التأكد بعدم رفض معلومات لا نعلمها لأن طبيعة البشر إن بُلِّغ بما جهل رفضه مبدأً، وأيضا يستلزم أن يحافظ على درجة نقاش فعالة ومحايدة (فاترة) من العواطف الجياشة فالرئيس إطفائي دفاع مدني في ضبط حرارة التداول فإن سخن وأشتد أواره هدّأه وضبط درجة حرارته وإن تراجع طقسه ضبط إيقاع النقاش بمهارته وقدرته وحياده الذي يجسد آراء الأعضاء ويحقق الإجماع والرضا والقناعة.