د. عبدالله دحلان.. أيام لا ككل الأيام (2)

توقفت في المقالة السابقة عندما فاجأني الصديق عبدالله دحلان بشراء سيارة تويوتا, وسألته مستغرباً كيف دفعت الدفعة الأولى وستدفع الأقساط الشهرية لاحقاً ؟!وقلت له مبتسماً مازحاً (على من نصبت يا عبدالله؟), أجاب مبتسماً والله ما نصبت على أحد, والفلوس حلال؛ لكني لن أخبرك كيف حصلت عليها..أعلمني لاحقاً بعد أن سدد لعبداللطيف جميل رحمه الله الدفعة الأولى ومعها دفعات أخرى, أن عبداللطيف جميل لم يأخذ منه الدفعة الأولى وطلب منه عدم إعلام أي زميل. الدكتورعبدالله قائد لديه القدرة على التأثير الإيجابي في سلوك بعض الأصدقاء, وقد أقنعني بالعمل أنا وبعض الزملاء في موسم الحج في الجمارك لمدة شهرين وهدفه أن نكون برفقته. ناهيك عن عمله في فترة الصيف,والحمد لله أنه لم يتمكن من إقناعي به. كان عبدالله يعمل جاهداً بسيارته, ينقل الطلاب من مكة إلى جدة والعكس, وكان كثير التردد على مطار جدة كونه آنذاك داخل المدينة لنقل القادمين الزوار والمقيمين إلى مكة المكرمة في الخفاء منا والهدف التحدي والاعتماد على الذات . ورغم كل الإغراءات المالية التي كان يحصلها إلا إنه وبكل أمانة ومصداقية كان حريصاً, شغوفاً, مولعا بدراسته وتحصيله العلمي, وحضوره للمحاضرات, وأدائه للواجبات والبحوث المطلوبة بعكسي وبعض الزملاء. وفي أحد أيام رمضان وبعد انتهاء محاضراتنا وكانت بمدرج 213 نمنا في المدرج ظهراً أنا وهو لبرودة المدرج, وعندما استيقظنا عصراً مشينا على الأقدام للسكن, قلت ونحن في طريقنا ماذا تريدنا أن نفطر؟ فأجاب نشتري (فول وتميس ولبن زبادي وعلبة جبة كرفت ونعمل شاي) أتذكر ذلك جيدا, اشترينا كل هذا وعند الدفع طلب مني تقاسم المبلغ فوافقت. ذهبنا للمنزل ووجدنا زميلنا وقد طبخ نوعاً من الطعام يسمى (معرق لحمة, أو مختوم) وكانت اللحمة المطبوخة 2.5 كيلو وهي كثيرة بالتأكيد كمية ومبلغاً, وعند وضع السفرة في غرفة عبدالله حسب طلبه للبعد عن مشاركة زميلنا, فوجئنا بزميلنا يضع وجبة المعرق على السفرة لنشاركه, نظر إليّ عبدالله وضحك وامتنع عن أكل اللحمة وقال ثقيلة على المعدة!واستمر في ضحكه وهو يأكل الفول مع اللبن والجبنة مع التميس والشاي والضحك يلازمه, لم أكن أعرف سبب الضحك, فقلت الله اجعله خيرا, قال آمين, قلت أستحلفك بالله ما سبب ضحكك قال لاحقا ستعرف, ولم تستمر ساعة إلا وزميلي يطلبني سداد 25 ريالاً كوني شاركته في أكل بعض من المرق واللحمة, وعبدالله لم يطلبه كونه لم يأكل منها.. استمر عبدالله في الضحك وأجابني كنت أعرف ما يمكن أن يجري لاحقاً.. وللحديث بقية