Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

لا تقللوا من مخاطر الاستعمار الفارسي

الفترة الزمنية التي تمتعت الدول العربية خلالها باستقلالها ليست بالطويلة ، فالبريطانيون والفرنسيون كانوا يستعمرون عدداً من الدول العربية حتى زمن قريب جداً .

A A
الفترة الزمنية التي تمتعت الدول العربية خلالها باستقلالها ليست بالطويلة ، فالبريطانيون والفرنسيون كانوا يستعمرون عدداً من الدول العربية حتى زمن قريب جداً . وأطلقوا على بعضها مسمى مستعمرات والأخرى محميات . ويبدو أن حكام إيران لا يروقهم تمتع العرب بالاستقلال ، فهم ينظرون إلى العرب على أنهم شعوب متخلفة أدنى منهم حضارة وتاريخاً ، وبالتالي فإن التعامل مع هؤلاء الأعراب على درجـة المساواة إنما هـــو تقليل مـــن قيمة إيران التي كانت إمبراطوريتها الفارسية ( قبل الإسلام ) تسيطر على مساحات واسعة من الأرض وتتمتع بحضارة لم يكن لعرب البادية منها نصيب .
وهذه النظرة الفارسية المتعالية تجاه العرب ، ليست سراً بل يعبر عنها الملالي (حكام ايران الحاليون ) في مجالسهم وترددها طبقة لا يستهان بها من الإيرانيين . كما أنها ليست بالأمر الجديد في إيران إذ لم يكن حاكم إيران الذي أطيح به ، الإمبراطور الشاهنشاه ، يختلف في نظرته إلى العرب عمن خلفه . واتفق التفكير الإمبراطوري الإيراني مع الفكر والمسلك الحالي لملالي إيران .
وهذه النظرة المتعالية ، تفسر الصدمة التي أصيب بها حكام طهران عندما فوجئوا بتحالف العرب تحت مظلة « عاصفة الحزم» وباستخدام أحدث الطائرات العسكرية المزودة بأعلى تقنية عسكرية وبطيارين ( أعراب ). إذ إن حلم الملالي بإعادة مجد الإمبراطورية الفارسية كان في طريقه للتحقق بإضافة مستعمرات عربية أخرى إلى مستعمراتهم الحالية : لبنان والعراق وسوريا حيث كادت أن تكمل استعمارها لليمن لتأتي « عاصفة الحزم « وتوقف تمددها.
وعندما كانت بريطانيا كدولة استعمارية مثلاً ، تسعى للتمدد استخدمت شركة تجارية في السيطرة على الهند وعدن وغيرها ، إلى جانب عدد صغير من جنودها وأعداد أكبر من المرتزقه المحليين ومن مواطني مستعمرات أخرى . وأطلق مسمى مستعمرة على بعض الدول التي سيطرت عليها ، ومسمى محمية على دول أخرى . أما طهران فإنها أنشأت « الحرس الثوري الإيراني « ليقوم بهذه المهمة ، وخاصة فيلق القدس منه . فهو يرسل المدربين والمستشارين والمحاربين لتجنيد عملاء له من مواطني (المستعمرات العربية )حتى يتمكنوا من السيطرة عبرهم على الدول المستهدفة . وحققوا نجاحاً بالفعل في لبنان عبر إنشاء وتجنيد حزب الله لخدمة أهدافهم ، وفي العراق تولى أمر السيطرة على البلاد عشرات الآلاف من العملاء الذين تم تدريبهم في معسكرات داخل إيران ومليشيات جرى إبتكار مسميات عدة لها أما اليمن فحظيت بالحوثيين الذين وجدوا في عدوهم السابق ، علي عبد الله صالح ، خير حليف لتحقيق أهداف سيدتهم فارس .
وصل العرب إلى نقطة لا رجعة فيها فإما أن يدافعوا عن حريتهم ، وفي كثير من الأحيان حياتهم ، أو أن يتحولوا إلى عبيد في إمبراطورية فارس التي تستخدم الطائفية كأداة لاضطهاد وإرهاب المواطنين العرب . والذين يترددون تجاه الإرهاب الفارسي لن يكسبوا سوى تأجيل تحولهم إلى ضحايا لوقت قصير فحسب . الكفاح البطولي في عدن هو من أجل العرب جميعاً وليس مجرد حرب داخلية بين شمال يمني وجنوبه أو زيدية وشوافع ، بل أنه مقاومة لاستعمار فارسي سيشمل الجميع إن نجح هناك .. إلا أنه قد يؤدي إلى تراجع طهران عن مغامراتها الاستعمارية إن انتصر عليها العدنيون في معركتهم الحالية . وعلينا دعمهم ونصرتهم بكل ما يمكننا توفيره وتقديمه لهم لينتصروا في معركة ستحدد مصير العرب جميعاً .
ص.ب 2048 جدة 21451 yahoo.com @adnanksalah
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store