Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الصين: هل يستمر الاغتناء مع التردّي الحضاري؟

من عجيب مفارقات هذا القرن التقدّم الهائل الذي تحرزه الصين، مع استمرار التردّي الحضاريّ، والذي منه العنصرية ضد الأقليّات، والسياسات غير الإنسانيّة.

A A
من عجيب مفارقات هذا القرن التقدّم الهائل الذي تحرزه الصين، مع استمرار التردّي الحضاريّ، والذي منه العنصرية ضد الأقليّات، والسياسات غير الإنسانيّة.
الحضارة بمفهومها الدارج اليوم تقوم على أساس العدالة، وعدم التفرقة، والاستماع إلى الآراء المختلفة، واتّباع رأي الجماعة في جميع الأمور خاصة هيكلة القطاع الحكومي، وهذا الحاصل في بلاد الغرب اليوم.
ولكن الصين -ومع تقدّمها الاقتصاديّ الهائل- نمو في الناتج القومي المحلي من 1978 إلى 2011 بمعدل 10 بالمئة سنويًّا لمدة 33 سنة، وهذا رقم قياسي لم تبلغه أي دولة كانت في أيّ عصر، كما يقول Hu Angang في مقال في Foreign Affairs بعنوان Embracing China›s New Normal- لا تتقدم نحو الحرية والعدالة والمساواة. وهناك مَن يدّعي أن التردّي الحضاريّ الصينيّ سيوردها إلى الهاوية، ولو بعد حين.
فسياسة طفل واحد لكل أسرة، والذي تعدّلت إلى طفلين، مثلاً تُعدُّ انتهاكًا لحقوق الإنسان، وتمهد الطريق نحو التقلّص الاقتصادي، فنسبة المسنين للشباب العامل سوف تزيد بسبب هذه السياسة، ويزيد معها عبء الرعاية والاهتمام والإنفاق.
أمّا العنصرية ضد من غير عرق الهان في الصين، فتمهّد الطريق لانفجار محتمل لهذه الأقليّات، والتي تمتد أراضيها إلى نصف الصين كما يرصد GrayTuttle في مقاله China›s Race Problem.
فمهما نجحت الصين المركزية في إنتاج مؤسسات متكيّفة مع النظام المركزي فلن تستطيع أن تجاري الأحرار من الدول على المدى البعيد.
فالحرية هي نخاع التطوّر الاقتصادي المستدام، ودون هذا السبيل الحضاري فلن تفلح الصين مهما اغتنت بداية عبر إعادة التنظيم من الأعلى، ويوافقني رأيي هذا Amatra Sen في كتابه Development asFreedom.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store