Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وماذا بعد مؤتمر الرياض اليمني؟

تحاورَ اليمنيون كثيراً داخل وطنهم تحت مظلة مبعوث أمين عام الأمم المتحدة السابق لليمن جمال بن عمر ، ثم فوجئوا بتمرد حوثي على مخرجات الحوار والشرعية اليمنية وبرعاية بن عمر نفسه الذي شاهد الحوثيين ينقضون

A A
تحاورَ اليمنيون كثيراً داخل وطنهم تحت مظلة مبعوث أمين عام الأمم المتحدة السابق لليمن جمال بن عمر ، ثم فوجئوا بتمرد حوثي على مخرجات الحوار والشرعية اليمنية وبرعاية بن عمر نفسه الذي شاهد الحوثيين ينقضون على الشرعية ويعتقلون رئيس الجمهورية ووزراءه وواصل عمله وكأن شيئاً لم يحدث ، وانطلق بعدها الحوثيون قتلاً وبطشاً بأبناء الوطن ، بل غالوا في استخدام القوة المفرطة لإجبار اليمنيين على القبول بهم . ولم يتمكن اليمن منذ ذلك الحين من استعادة أمنه واستقراره ، ودخل في حرب دموية ، العنصر الرئيسي فيها خروج الحوثي من مناطقه بدعم خارجي في محاولة لقمع اليمن شمالاً وجنوباً والسيطرة على مقدراته .
اليوم يلتقى اليمنيون مجدداً ، ولكن هذه المرة في الرياض ، وبرعاية خليجية دولية ، سعياً لإعادة الأمل للمواطن اليمني ،وأكتب هذا المقال قبل انتهاء مؤتمر إنقاذ اليمن بالرياض ، وسيظهر الثلاثاء وقد صدرت عن المؤتمر قرارات وبرزت خلال لقاءاته مواقف تستحق الوقوف أمامها . وألقى السفير البريطاني باليمن خطاباً أمام المؤتمرين يوم افتتاح مؤتمر الرياض ، الأحد ، نيابة عن الدول الأربع عشر الداعمة للمؤتمر والمساندة لإنقاذ اليمن من عبث الحوثيين والفرس .
ما نتمناه أن تنجح الأمم المتحدة في إقناع الحوثيين الذين لم يحضروا مؤتمر الرياض بالحضور للمؤتمر القادم المتوقع عقده في جنيف . إلا أن العمل المطلوب لإنقاذ اليمن لن يكون سوى داخل اليمن نفسها ، وعبر لجم الحوثيين عن عبثهم الدموي ووقف غزواتهم لمناطق اليمن الشمالية والجنوبية الرافضة لتواجدهم ، وعودتهم إلى مناطقهم .
ولا شك أن اليمن يواجه العديد من المشاكل اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً . وأبرز مشاكله الآنية الرغبة القوية لكثير من أبناء الجنوب لفصل المناطق الجنوبية عن باقي اليمن ، ورغبة البعض التخلي عن مسمى ( الجنوب اليمني ) لإحلال مسمى جديد لدولة جديدة باسم ( الجنوب العربي ) ، إلا أنه حتى مع وجود الرغبة الانفصالية لدى كثير من الجنوبيين فإن هناك توجهات انفصالية متعددة ضمن الجنوبيين أنفسهم ، وكمثال فهناك من يطالب بإقامة كيان لعدن ومحيطها خارج إطار الجنوب بينما ينادي آخرون بإقامة كيان مستقل لحضرموت . بالإضافة إلى أنه لم تبرز حتى الآن قيادة موحدة للجنوبيين ، بل تعددت القيادات واختلفت الرؤى ، ومن الأفضل للجميع جنوباً وشمالاً دعم مقترح الأقاليم الستة بصلاحيات واسعة لكل إقليم مع الأخذ بالاعتبار الحساسيات الجنوبية .
من ناحية أخرى لمس أبناء الجنوب مؤخراً نشاطاً متزايداً لجماعة الإصلاح في مناطقهم ، ولذا فإن على قادة الإصلاح إمعان التفكير وإعادة التخطيط للأسلوب السليم للعمل السياسي المطلوب . فالجنوبيون تعرضوا لأذى كبير من عناصر تابعة للإصلاح ، أكان خلال عملية الانفصال القصيرة الأمد ، أم بعد ذلك . لذا على قادة الإصلاح مراجعة أسلوب عملهم السياسي ، حتى مع العلم أن هناك ميلاً أمريكياً لدعم الكيانات التي يتمثل فيها الإخوان المسلمون في العالم العربي ، والإخوان هم فصيل هام ضمن الإصلاح .
ومن مصلحة اليمن أن يمارس حزب المؤتمر (بدون المخلوع ) دوراً سياسياً يوازن فيه ما يمكن أن يمثله حزب الإصلاح . أما الجنوبيون فإن الشكوى فقط من المظلومية الواقعة بهم لا تكفي بل عليهم توحيد أنفسهم في مجموعات سياسية قادرة على المنافسة في الإنتخابات القادمة لحكم الكيانات الجنوبية المتوقع بروزها .
ص.ب 2048 جدة 21451 adnanksalah@yahoo.com
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store