تبكيكِ روحي قبل أشعاري
و مشاعري تبكي و أفكاري
و بَنوكِ و الأحفادُ، وارتجفتْ
جَنَباتُـها .. وا لوعةَ الدارِ
يا من سكبْتِ الحبّ في خَلَدي
حتى ارتوَى من نهرِكِ الجاري
لولا حنانُكِ ما شدا وَتَري
أو أدهشتْ باللون أزهاري
لولاكِ ما أحببتُ سيّدتي
وطني، وأحبابي، وأشعاري
يا عذبةَ الألفاظِ منكِ جَرتْ
كلُّ الحروفِ تضيءُ إبْصاري
وسَمتْ عواطفُكِ التي صَمَدتْ
لـِهُمومِ أحداثٍ و أسفارِ
حتى ملأتِ شعورَنا ألقاً
فتكلّلَ المهزومُ بالغارِ
يا منبع الحبّ الذي انتشرتْ
من دَفقِهِ أعدادُ أنـْهارِ
فَنَمتْ رياضٌ بالهوى أَمَداً
وتمايلتْ من شدو أطيارِ
كمْ ضمّ صدرُكِ لوعَتي وَلِـهاً
فسَموْتُ أفْقاً بَعد إعثارِ
طفلاً، صبيًا ، بالغًا، رجلاً
تَحمي وَلِيدَكِ شَرَّ أخطارِ
فَكذا عَطاؤكِ سابغٌ عَجِلٌ
مُتتابعُ الإغداقِ كَرّارِ
ولقد شهدتُكِ صلبةً قرأتْ
كُنهَ الحياة بعين بصّارِ
كيف انقضى بك ميّتاً عجِلاً
ذاك التوهُجُ موتَ إعصارِ؟
فَغَدتْ لكِ الأشياءُ صامتةً
خُرسًا بإفرادٍ وسُـمّارِ
ما عاد شيءٌ مـُحزناً نكِداً
أو مُفرحاً يحظى بإبـهارِ
أمي و كيف أقولُ يا أمي
رحلَتْ ومَا حفِلَتْ بإنذارِ؟
أمي و كيف أقول يا أمي
صَمَتتْ و جفّ مَعينُها السّاري؟
أمي و كيف أعيشُ يا أمي
في اليمّ بـحَّارًا بلا صاري؟
أأقولُ قد ذهبتْ و ما نَبِستْ
فَعَلا حزيناً صوتُ تَذْكاري؟
آثرتُ مُكثِيَ قُربَ سيّدتي
فَاقْتادَني رِزقي لإبحاري
أسفي لأنَّ الوقتَ داهَمَني
فازْدَدتُ عن بِرّي بِأعذاري
وا حسرةَ الوقتِ الذي ذَهَبتْ
ساعاتُهُ في جَمعِ أصفارِ
يا جذوةً سكنتْ بلا لـَهَبٍ
من قَبلُ أذكتْ نارَ إصْراري
فَرَضعْتُ منكِ الحبّ، وانْطَلقتْ
فِيَّ الحياةُ ، و خُضْتُ أقداري
أنا من فُروعِكِ ذابلٌ وَلِهٌ
يُتْمي بفَقْدِكِ فاقَ تَصْباري
الدّفءُ غادر، والُضياءُ ذَوَى
و تَصحَّرتْ رَوضاتُ أشجاري.
-----------
m.mashat@gmail.com
Twitter: @mamashat
في رثاء فاطمة الألمعية
تاريخ النشر: 20 مايو 2015 02:10 KSA
تبكيكِ روحي قبل أشعاري
و مشاعري تبكي و أفكاري
و بَنوكِ و الأحفادُ، وارتجفتْ
جَنَباتُـها .. وا لوعةَ الدارِ
يا من سكبْتِ الحبّ في خَلَدي
A A