Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

دور الجامعات والخروج عليه

حتمًا أن دور الجامعات دور هام اليوم في المجتمعات المسلمة في عالمنا، خاصة منها التي تدعي أنها إسلامية، تعنى بتدريس العلوم الدينية، فهي يجب أن تأخذ على عاتقها أن تخرج للمجتمع علماء وسطيين، ينشرون في الم

A A
حتمًا أن دور الجامعات دور هام اليوم في المجتمعات المسلمة في عالمنا، خاصة منها التي تدعي أنها إسلامية، تعنى بتدريس العلوم الدينية، فهي يجب أن تأخذ على عاتقها أن تخرج للمجتمع علماء وسطيين، ينشرون في المجتمع التسامح ووسطية هذا الدين، التي بها جعلنا ربنا خير أمة أخرجت للناس ندعوهم إلى الخير ونأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر، أما أن تصبح هذه الجامعات بؤرًا لنشر الفرقة بين المسلمين، تذم بعض مذاهبهم أو طوائفهم فتحكم عليهم بالابتداع وتذم منهجهم ولا تكتفي بهذا حتى تتهم من مضوا من أكابر علماء الأمة بمخالفة عقيدة أهل السنة والجماعة، لأنهم أشاعرة أو صوفية، ويبلغ بعض من تقدموا إليها بما أسموه رسائل جامعية، وهي عند القراءة الأولى لا تصلح أن تكون بحثًا لطالب في الثانوية كهاته الرسالة المسماة: «حركة التصوف في الخليج العربي دراسة تحليلية نقدية»، وليس فيها من التحليل شيء أبدًا، وما فيها سوى التهم بلا بينات، مهلهلة الأجزاء، ضعيفة البنيان، حشد فيها من العلماء والوزراء وأهل الخير في دولنا الخليجية، بدءًا من بلادنا ومرورًا بدولة الإمارات ودولة الكويت ودولة البحرين ودولة عمان، وادعى زوراً أن القادمين من العراق والشام ومصر والمغرب ثم إندونيسيا وغيرها من عالمنا الإسلامي، هم من نقلوا الابتداع إلى مجتمعات الخليج، بل ونادى بعودة من هم أصلا من مواطني هذه الدولة أو تلك وقد انتقلت أسرهم إليها قبل مئات السنين، ويطالب حكومات الخليج بإعادتهم لما سماها أوطانًا لهم فيما يشبه الجنون، الذي لا يقدم عليه عاقل، والرجل بكتابه هذا المتهافت يدعي أنه رسالة دكتوراة من إحدى جامعاتنا هنا في المملكة، ويذكر منها أساتذة أشرفوا عليها، ولا ندري هل فعلا هي رسالة أم أنه يكذب على هذه الجامعة وأساتذتها، فما كتبه حقاً لا ينبئ إلا عن جهل، يتهم الناس بما ليس فيهم، ويحشد أسماءهم قصد الإساءة إليهم والتشهير بهم، ثم لا يعاقب بل ولا حتى يساءل على هذا العبث، الذي يريد به شق صف الأمة المسلمة، لمجرد أنه توهم أنها جميعًا مبتدعة، إن هذا اللون من الكتابات يجب أن يختفي تمامًا حفاظاً على مجتمعاتنا في الخليج، وعدم تعريضها لكراهية متبادلة بين أفرادها أو جماعاتها، فهل ندرك هذا؟! هو ما أرجوه، والله ولي التوفيق.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store