فهلوي يعني ويشير في شائع معجم العامية العربية، للبارع والشاطر، إنه وصف لثقافة ولممارسات يستخدم فيها الفرد ذكاءه الخاص للحصول على ما يريد بدلالة سلبية. الفهلوي إذن من يصطاد (صيده) بحرفية تقترب من النشل والغش المكشوف وإن تم بغطاء نظامي . والفهلوي من يسخر حيله وبراعته لجني الأرباح ولو باستغلال موقعه الوظيفي في مجلس الإدارة الذي طالما وفر له معلومات غير متاحة لغيره ولا يهمه أن أنظمة الشركات تنص على الإفصاح وتلزم أعضاء مجالس الإدارات بذلك ، فالفهلوي يعتم بدل أن يفصح ،ومن يمارس الفهلوة يؤسس شركات تتعاقد مع الشركة التي يعمل بها وتتقدم بعروض لا غبار عليها ولكنها شكلية تتبع حيلة تقديم ثلاثة عروض من منشآت محايدة ولكن الفهلوي يستخدم معلوماته الداخلية التي توفرت له وخلقت وضعية تنافسية غير عادلة مقارنة بتلك المنشآت التي استغلها لتنافسه، لا عجب إن فاز بالعروض بسبب معرفته الوثيقة بتفاصيل الأسعار، وبينما هذه الممارسات في الدول المتقدمة تعتبر جريمة من جرائم المتاجرة بمعلومات داخلية وتؤدي بصاحبها إلى السجن إلا أنها في منطقتنا قلما سجنت أو قاضت وإلا كم الذين بسجون المملكة ؟ لأننا شعبيا نسمى المخاتل (فهلوي) بينما هو مدان لاستفادته من معلومات وعلاقات وصداقات حقق بها منافع خاصة هذا يعنى أن(الفهلوة) كممارسة صارت مقبولة، وممدوحة رغم وجود أنظمة صارمة تمنعها.
ومن هنا تأتي أهمية تعميم الحوكمة بالمملكة لتحد من الفهلوة وتلزم المسئول بثقافة الإفصاح والشفافية وتمكين الآخر من الاطلاع على أي مخالفات أو تجاوزات تحدث تحت غطاء الأنظمة أو ممارسة مفاهيم «الغاية تبرر الوسيلة».
إن نقد أساليب الفهلوة ومناقشة ثقافتها وممارساتها بتسليط الضوء عليها وعلى المقبول ثقافياً وما ليس مقبولاً دينياً ، له أثره على أداء الاقتصاد الوطني وإلا فإن ثقافة الفهلوة بقدرما تتمدد فإنها ستستخدم وسائل مشروعة للحصول على أرباح غير مشروعة، مما سيخلق عدم عدالة في الفرص بقدرما تفيد الفهلوي تضر بالإنتاجية لأن التفاضل والتمايز بين الأفراد ليس بمن ينتج وإنما من يمارس الفهلوة والشطارة السلبية.
فهلوي
تاريخ النشر: 25 مايو 2015 01:22 KSA
فهلوي يعني ويشير في شائع معجم العامية العربية، للبارع والشاطر، إنه وصف لثقافة ولممارسات يستخدم فيها الفرد ذكاءه الخاص للحصول على ما يريد بدلالة سلبية.
A A