استقى محمد العميري أساسيات حرفة النجارة من أبيه منذ نعومة أظفاره، فقد كان يساعده في دكانه الصغير في وسط الدمام، دفعه حبه لتلك المهنة لاحتراف العمل فيها، وزاد تعلقه بها حتى أصبحت مصدر رزقه الوحيد، فأبدع فيها، وأتقن النحت والطرق على الخشب، إذ أنتج العديد من المشغولات الحرفية القديمة، التي توحي لمشاهدها أنه من صنع مصمم ديكور، وليس نجارا.
واستطاع العميري ذو الــ 40 عامًا أن يجذب أنظار زوار مهرجان الساحل الشرقي الثالث، المقام حاليا في متنزه الملك عبدالله البيئي بالواجهة البحرية بالدمام، حيث يقف أمام جناحه بزيه السعودي وربطة شماغه الأحمر على الرأس ولفة إزاره الخاصة بالعمل، ومعه أدوات حرفية متنوعة، منها الإزميل، والمطرقة، والمسامير، والفرشاة، ومسطرة الزاوية، ويستعين بها في إضفاء بعض الرسومات الإبداعية والزخارف المتنوعة على منتجاته.
ويعمل العميري، في صناعة الأبواب التقليدية، والشبابيك المتنوعة، والصناديق المختلفة، التي تحظى بطلب كبير من زوار المهرجان سواء من داخل المملكة أو من خارجها، خاصة الصناديق المزخرفة بالمسامير الذهبية والفضية، إضافة إلى الشبابيك المتنوعة التي تأخذ بعض الأشكال الهندسية، والانحناءات، لتعطي صورة جمالية مستوحاة من هندسة وأشكال البيوت الطينية المعروفة في المنطقة الشرقية.
وقال:»إن مهنة النجارة لا يتقنها إلا أبناء الوطن الذين يستوعبون قيمة الموروث العمراني المحلي والتقاليد العربية السعودية، علاوة على فنون الزخرفة الإسلامية التي تعتمد على المهارة والدقة والحرفية العالية، وبعض الخطوط والرسومات التي تعبر عن الحياة التقليدية لهذه المهنة».
وألمح إلى أن هذه المشاركة تعد الثانية له خلال مهرجان الساحل الشرقي، معربا عن سعادته بهذه المشاركة التي تنقل أعماله الحرفية للجمهور، والتواصل معهم مباشرة، والسعي نحو تطوير مهاراته من خلال ما يستقبل من اقتراحات يقدمها الزوار له.
ولفت إلى أن أسعار منتجاته تختلف بحسب حجمها وشكلها ونوعية الخشب المستخدم وتتراوح ما بين 300 إلى 1500 ريال، ملمحا إلى أنه صمم الديكور الخشبي كاملًا للمهرجان من كراسي خشبية للجلسات العائلية ونوافذ على أشكال تراثية وأبواب لجميع معارض المهرجان.
كما قام بعمل بوابة الدخول لمعارض المهرجان بعرض ستة أمتار في أثنا عشر مترًا، لافتا إلى أن تجهيز البوابة استغرق يومين كاملين.
«العميري».. نجار بدرجة مصمم ديكور
تاريخ النشر: 30 مايو 2015 01:42 KSA
استقى محمد العميري أساسيات حرفة النجارة من أبيه منذ نعومة أظفاره، فقد كان يساعده في دكانه الصغير في وسط الدمام، دفعه حبه لتلك المهنة لاحتراف العمل فيها، وزاد تعلقه بها حتى أصبحت مصدر رزقه الوحيد، ف
A A