عندما تصل الممارسات الإرهابية إلى انتهاك حُرمات المساجد ليس بالقول – كما تعودناه في السابق – بل بالقتل العمد ؛ عندها نُدرك حجم العَنَت الذي يُغلِّف فكر هذه الفئة التي تبنَّت الإسلام بمفهومها الضيِّق ولم تعِه بمدلوله السمح الذي قال عنه ابن عاشور : « إن السماحة رأس الإسلام « .
لقد عرَّت الحادثتان الأهداف التي يسعون إلى تحقيقها بعيداً كل البعد عن الأطروحات التي كانوا يسوقون لها في الماضي والمتمثلة في أن هدفهم غير المسلمين في جزيرة العرب ، بينما كانت مُخططاتهم – للأسف الشديد – هو زعزعة أمن البلد الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ، والارتهان لتنفيذ أجندة لفكر معادٍ للحياة في كافة مساراتها ، والعيش في جلباب الماضي الذي لن يعود إلا في تخيلاتهم المريضة .
إن استهداف مسجدي القديح الشيعي والعنود السُّني يُثبت لنا أن المُستهدف هو الوطن بكافة مكوناته ، وليس فئة دون أخرى ؛ مما يعني أننا جميعاً أمام عدو واحد انتهج العنف وسيلة لتصفية حساباته مع الوطن وأبنائه ، وتجاوز معه كل نقاط الالتقاء وكرّس الكراهية من خلال ممارساته المتنافية مع كل مقومات الأديان السماوية والأعراف الإنسانية .
لذا فإن وزارة الداخلية أمام استراتيجية جديدة لعمليات إرهابية نقلت ميدانها من المنشآت الحيوية والمجمعات السكنية للكفار – على حد تعبير هذه الجماعات المُتطرفة – إلى عتبات المساجد المُصانة قداستها بنص القرآن الكريم إذ قال المولى عز وجل : « ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين .... « ، فأي منطق يقبله العقل ؟ وأي جُرأة على حُرمات الله يُقدم عليها هؤلاء الرّعاع الذين باعوا دينهم ، وخانوا وطنهم ؟
خاتمة القول : أقولها صريحة لكافة مكونات نسيجنا الوطني : احذروا المندسين والمُحرضين من كل الطوائف ، وتجاوزوا المذهبية الضيِّقة ، وانحازوا – كليِّةً – إلى الوطن وليس غيره ؛ فوالله لا كرامة لنا بدونه ، وليس لنا عزة بانهياره .
بين القديح والعنود .. مُحاربة الله في بيوته
تاريخ النشر: 31 مايو 2015 00:48 KSA
عندما تصل الممارسات الإرهابية إلى انتهاك حُرمات المساجد ليس بالقول – كما تعودناه في السابق – بل بالقتل العمد ؛ عندها نُدرك حجم العَنَت الذي يُغلِّف فكر هذه الفئة التي تبنَّت الإسلام بمفهومها الضيِّق و
A A