قماشة المواطنة

«الصمت عند ضرورة الكلام ضرب من الكذب».
اتعجب من أولئك الذين يلوذون بالصمت المطبق في حين ان الموقف يملي عليهم بل ويتطلب منهم الحديث بصراحة وواقعية، فالمنافحة عن الوطن والذود عنه والذّب عن حياضه مسؤولية عظمى وحماية قماشة المواطنة من التمزق وتراب الوطن من التبعثر الذي قد يتوهمه وربما يتمنّاه لنا الأعداء الذين ما فتئوا يتربّصون بنا الدوائر؛ لا لشيء وإنما لما نحن فيه من رغد عيش وأمن واستقرار يفتقدونه ويفتقرون اليه.
(17) قناة فضائية ذات نزعة طائفية مقيتة تكنّ لنا العداء بلا شك، إذ ما برحت تخوض في مياه الطائفية الآسنة تبث وتنفث سمومها في مسعى بغيض منها للتأجيج الطائفي، كل ذلك على خلفية الحادثتين المروّعتين التي أصابت أهلنا في القديح يوم الجمعة 1436/8/4هـ والتي راح ضحيتها أبرياء كانوا يقفون بين يدي الله في يوم جمعة جامعة يتجلّى فيها الرّب على عباده، الحادثة الأخرى والتي وقعت خارج مسجد الحسين بحي العنود بالدمام يوم الجمعة 1436/8/11هـ والتي شاء الله بفضل منه أن يحبط سعي ومساعي منفذيها وهم مازالوا خارج المسجد بالرغم من وجود عدد محدود من الضحايا الأبرياء الذين درأوا بارادة الله عن المصلّين فاجعة أكبر وقدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن.
السؤال الذي ينبغي أن يطرح: «كيف لنا أن نحارب هذه القنوات الطائفية ونخمد أوار سعارها الذي يروم المزيد من اشعال الفتن وادخال الأمة في دوامة العنف الذي يعصف بدول الجوار؟».
اللهم إنّا نسألك الأمن في الأوطان والصحة في العقول والأبدان.