نيكل آند دايم

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في لقائه التاريخي بالديوان الملكي بجدة مع أعضاء الغرف التجارية السعودية في مايو الماضي أكد على مفهوم (السوق السعودي حر) فما معنى هذه العبارة المفتاحية ؟ لاشك أنها مبدأ يندرج في مضامين رسالة النبي الهاشمي محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وهي التي حرر بها عقل أمة لا إله إلا الله، من عبادة الأوثان وعتقها من الشرك والكفر بالله، ولا عجب فقد أرسل نبينا ليتمم مكارم الأخلاق ولتصير الأخلاق بوصلة تقود حركة الإنسان في الحياة وتدفعه للإنجاز ولهذا من معاني العبارة سعي المرء في الأرض بلا كلل ليعمرها وليحقق الخلافة بالإنفاق مما جعلنا الله مستخلفين فيه، تلك هي إذن قوة الحرية الإيجابية فهي تحفز وتنمي الإبداع وتحسن الجودة عبر المثابرة الشريفة وعبر التنمية الاجتماعية الاقتصادية الاسلامية، التي تستهدف الإنسان وتنمية المكان ومواكبة الزمان. إن دلالات عبارة الملك سلمان(سوقكم حر) مع أنها من كلمتين إلا أنها محملة بمعانٍ كثيفة، فالسوق الحر متى ما استظل بالشرع الحنيف فإنه يمضى تحت راية السنن الفعلية للنبي المصطفى، وعلى إيقاع تلك الحرية نهضت أمم وفي غيابها سقطت إمبراطوريات، فالسوق حر متى اتبع النهج الإلهي والسنة المشرفة وسار بسير النبي الكريم وآل بيته، فسيحقق الغايات الاقتصادية والتنموية للأمم ولا عجب.
ولهذا أكبر وأقوى اقتصاد في العالم هو الاقتصاد الأمريكي الذي لم يهيمن على العالم، إلا بتبني فكرة الحلم الأمريكي وهي في أبسط تعريفاتها أن تبدأ بعمل حر ولو كان(بنيكل أند دايم) والنيكل يساوى سنت والدايم يعادل عشرة سنتات أي أن العبارة تعني عدم التحرج في البدء بأرخص شيء أو بأقل رأسمال في المتناول، فالحلم مبادرة ومثابرة وكفاح ومواصلة جادة لليل بالنهار لكسب الرزق الحلال (بالنيكل والدايم) أو بعرق الجبين وفي المحصلة من قطرات الماء تجري الأنهار ويتحقق حلم الأفراد ومن مجموع إنتاجنا تبرز للوجود الامبراطوريات الاقتصادية فأمريكا بَنتْ اقتصادها على حلم وبمعادلة الحرية الاقتصادية وهو مقصد عبارات خادم الحرمين الشريفين.
إذن علينا أفراداً ومؤسسات وغرفاً تجارية التشمير عن ساعد الجد والدفع سوياً لنحقق حلمنا وحلم أمتنا ،فإيماننا يحثنا على التوكل ،فلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا وفق مخاطرة محسوبة لبلوغ الغايات الاقتصادية النبيلة. قال تعالى (وفي السماء رزقكم وما توعدون) وقال الله في الحديث القدسي ما معناه» ياعبدي توكل عليَّ بقلبك واعمل بجوارحك وسيأتيك رزقك الذي كتبته لك إلى بابك».