لا للأخطاء الطبية.. فحياة الناس لا تقدر بثمن !

تفاقمت الأخطاء الطبية في السنوات الأخيرة في بعض المستشفيات الحكومية والأهلية عندنا, والأسباب تعددت مما يستوجب العمل بجدية وحزم لوقف مثل هذه الأخطاء التي تفاوتت مضاعفاتها من أضرار جسمية ونفسية إلى أضرار اقتصادية؛ لكن مهما كانت قيمة التعويضات فإن حياة الشخص وتمتعه بصحته لا تقدر بثمن.
الدكتورة نورة الرويس الأستاذ المشارك ومستشارة طب الأسرة في كلية الطب ومستشفى الملك خالد الجامعي, تعرّف الخطأ الطبي بأنه «انحراف الطبيب عن السلوك الطبي العادي والمألوف وما يقتضيه من يقظة وتبصر على درجة يهمل معها الاهتمام بمريضه, وعلى هذا الأساس هناك أخطاء تنتج عن إهمال الطبيب وتقصيره, وأخرى تنتج عن جهله بأصول وقواعد مهنته, كما أن الأخطاء قد تكون في تشخيص المرض أو في العلاج أو في التقنيات والأجهزة المستخدمة لذلك», وتضيف الدكتورة نورة بحسب (جريدة الرياض) أن ثمة ثمانية أسباب للأخطاء الطبية منها على سبيل المثال, لا بد أن يكون الطبيب ملماً بجميع تفاصيل ومستجدات مهنته كونها تتطور, فهناك قصور يؤدي إلى حدوث أخطاء طبية مثل عدم توفر بعض التحاليل والفحوصات في بعض المراكز الصحية, وقد يكون الخطأ لضيق وقت الطبيب وازدحام جدوله ما يكون له تأثيره العكسي والسلبي فينتج عنه خطأ غير مقصود, المريض كذلك قد يكون السبب كأن لا يذكر بعض الأعراض للطبيب, أو يخفي عنه بعض الأدوية التي يستخدمها مما يؤدي إلى حدوث تفاعلات عكسية, أيضاً أخطاء الصيادلة مثل صرف دواء غير المذكور في وصفة المريض أو إعطاءالجرعة الخطأ, وثمة أخطاء تحدث في محيط المستشفى مثل انتقال بعض الأمراض بين المرضى أو الخلط بين أدوية المرضى بعضها ببعض, وهناك أخطاء طبية جراحية مثل عمل الجراحة للعضو الخطأ..., إلخ.
إن نسبة حدوث الأخطاء الطبية متفاوتة من مكان لآخر, وقد بينت دراسة نشرت في مجلة سلامة المرضى أن الوفيات الناتجة في الولايات المتحدة بلغت 440.000 وفاة سنوياً, وفي الاتحاد الأوروبي ما نسبة 8-12% من الحالات التي يتم تنويمها في المستشفيات (حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية), وفي كندا أظهر استطلاع للرأي أن واحداً من كل ستة أشخاص قد تعرض لخطأ طبي خلال العامين الماضيين.
الدكتور سالم الوهابي المدير العام للمركز السعودي (سباهي) ذكر أن الأخطاء الطبية منها أخطاء جسيمة وهي التي يطلق عليها «الأخطاء الصفرية» والتي من المفترض أن لا تقع, وهناك أخطاء أخرى أقل ضرراً مرتبطة بكون العمل الطبي عملاً بشرياً, وأضاف أن الأخطاء الطبية سببها الإجراءات الإدارية, وأشار كذلك إلى أن الأخطاء الطبية سببها النظام وليست أخطاء بشرية, ولذلك فمهمة الاعتماد هي تحسين الجودة وإغلاق الثغرات وبناء نظام للتحسين المستمر الأمر الذي قد يحدّ ويمنع حدوث الأخطاء الطبية وليس الاستجابة للخطأ بعد وقوعه ،وعلى وزارة الصحة سد الثغرات ، وفي الختام أقول حياة الإنسان لا تقدر بثمن !