نحن السابقون !

ذكر الصديق د.عصام بخاري الملحق الثقافي باليابان بمقاله «مديرو تويوتا لايجلسون على مكاتبهم» أنه في سنوات التدريب في مرحلة الجامعة عمل في أحد المصانع وذات يوم ، وبعد أن أحس أنه اكتفى ببيانات الموظفين ، جلس في أحد المكاتب ليكمل بعض المتعلقات حين وقف على رأسه أحد المدراء وقال له : «ويحك!! ما الذي أجلسك على المكتب؟» نظراً لأن الجلوس على المكتب يعد قسطاً من الراحة ! وذكر الملحق الثقافي أيضاً أن نائب رئيس شركة تويوتا الأسبق (تائيتشي أونو) قال مخاطباً موظفيه اليابانيين:»كل ما أريده منكم في اليوم هو ساعة عمل واحدة فقط بإنتاجية عالية !» قرأت هذه السطور وأحببت أن أوضح بعض الأمور للصديق د. عصام . بادئ ذي بدء أحب طمأنة الجميع بخصوص جزئية الجلوس على المكتب ، أن معظم موظفينا فعلاً غيرُ جالسين على مكاتبهم! ومن المؤكد أنهم يقومون بجولات ميدانية لا تتوقف على مكان العمل بل وتشمل زيارة مرافق أُخرى للدولة وصالات التداول وصولاً لتوصيل الأنجال من وإلى المدارس .
أما عن جزئية «ساعة العمل الواحدة» فأطمئن الصديق بأن هناك دراسة فعلية تقول بأن الإنتاجية الحقيقية لموظفينا تنحصر في ساعة واحدة فقط ! حتى أن موظفينا لم يكتفوا بذلك بل إنهم سبق وأن طبقوا أعتى النظريات القديمة ، فتجدهم مطبقين أيضاً للنظرية الإشتراكية حين يتجسد ذلك في تفعيل مبدأ المحاصصة بين جميع موظفي القسم بمن فيهم المدير وذلك في تقسيم مبلغ تكاليف الإفطار بالتساوي ، إلا أنهم لم يصلوا في تطبيق النظرية إلى تدويرها لتشمل سعادة مدير القسم لإحضار الطعام حسب دوره ، وذلك لخلل في النظرية الباغية نفسها !
أما عن الدراسات الحديثة من الصين والتي أشارت إلى فوائد الغفوة في مقار العمل وأن من شأنها شحن النشاط وزيادة التركيز مما يعني إنتاجية العمل فأذكر بأن بعض الموظفين قد طبقوا هذه الدراسة قبل صدورها ، فباتت منشآتهم في سبات عميق.