Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سيلفي الجريء

كعادة القصبي في كل عمل درامي يُقدِّمه يستطيع أن يُحرِّك الراكد ، ويتناول ما تعارف عليه المجتمع بأنه من المحظورات ، ولكن الجرأة المبنية على مهنية احترافية هي من تدفع الفنان إلى تعاطي ما هو مسكوت عنه ؛

A A
كعادة القصبي في كل عمل درامي يُقدِّمه يستطيع أن يُحرِّك الراكد ، ويتناول ما تعارف عليه المجتمع بأنه من المحظورات ، ولكن الجرأة المبنية على مهنية احترافية هي من تدفع الفنان إلى تعاطي ما هو مسكوت عنه ؛ ليس بسبب شرعي ، ولكن رضوخاً لأعراف تواترت إلينا وآمنَّا بها كمسلَّمات ، وهذا ما استطاع القصبي وفريق العمل معه تجاوزَه ، ولم يتوقف عند حد التناول فقط بل مارس أقصى درجات النقد الهادف للممارسات التي لا تمس الدين بقدر ما تُعري بعضاً من سلوكيات بعض ممارسيه الذين - حتماً - لا يعكسون سماحته واعتداله .
لقد أحدث برنامج « سيلفي « ردود أفعال في غالبيتها سطحية تُعبِّر عن رؤى شخصية تبتعد عن قراءة ما وراء العمل الدرامي من هدف ، وتوقفت عند تكرار الدارج واجترار الماضي دون إعمال التفكير وتقصي الحقيقة في شرعية طرحه من عدمها ، وهذا - لعمري - هو أحد أسباب تدني الوعي الجمعي الذي لن يرتقي ما لم يُغيِّر من حالة الارتهان لإسقاطات راكمتها التبعية العمياء ، وتبنتها العقول التي أسلمت أمرها للعيش في جلباب النص دون سبر أغوار المقصد منه .
ثلاث حلقات كشفت الكثير والكثير من السلوكيات التي نغضُّ الطرف عنها كلما تداعت لنا سلبياتها خوفاً من نقد المجتمع الذي يُذعن لكل ما يمس ممارسي الدين سواءً أكانت حلقة « تكسير العُود « أم حلقة « داعش « اللتين تعاطتا مع ممارسي الدين – وليس الدين – بموضوعية باعتبارهم بشراً يصيبون ويخطئون، وعرضت ما هو خفيِّ من فكر ، وما هو مُدارى من منهج ، أما حلقة التنافر بين المذهب السني والشيعي فكانت « خبطة معلم « حيث جُسِّدَ فيها الصراع الأزلي بطريقة تراجيدية تُبرز أن كلا الطرفين يبتعدان عن الجوهر ويتوقف كل منهما عند التنابز ببعض الممارسات الظاهرية التي يخوض فيها العالم والجاهل من الفئتين - على حد سواء - ، وجاءت قفلة الحلقة لتؤكد أن نهاية العمل الدرامي هي « علاج « للداء المُستشري ، وأُجزم أن مستشفى الأمراض العقلية هو المكان الملائم لهكذا رُعاع .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store