Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ربيع الإرهاب العربي!

لو سألت العرب من المحيط الى الخليج عن أول ما يخطر في بالهم اليوم عند الحديث عن الإرهاب، ستجد إجابات معظمهم لا تخرج عن: داعش والحشد الشعبي والإخوان والحوثيين وحزب الله والقاعدة.

A A
لو سألت العرب من المحيط الى الخليج عن أول ما يخطر في بالهم اليوم عند الحديث عن الإرهاب، ستجد إجابات معظمهم لا تخرج عن: داعش والحشد الشعبي والإخوان والحوثيين وحزب الله والقاعدة. نعم، هذه هي جماعات الإرهاب التي سيسجل التاريخ بعضها من ضمن أبشع الجماعات الإرهابية وأكثرها دموية على مر العصور. هذه هي الجماعات التي بلغت شناعة جرائمها حداً توارى معه للأسف الإرهاب الأول في المنطقة وهو إرهاب الدولة الإسرائيلي وتحول الى حمامة بريئة وحمل وديع يشعر العالم تجاهه بالشفقة والتعاطف لوجوده على مقربة من هذه الكائنات الهمجية اللاآدمية.
لقد كان «ربيع الخراب العربي» نقطة التحول التي مهدت طريق الإرهاب في المنطقة بكافة أشكاله.. نقطة التحول التي جعلت الهم الأول للمواطن العربي هو البحث عن حياة آمنة لا يتعرض فيها وأطفاله ونساءه للقتل والنهب أو السبي والاغتصاب.. نقطة تحول اعتادت فيها أعيننا يوميا على رؤية الدم والجثث وأشلاء الأطفال ولقطات الإعدام حرقاً ونحراً ورمياً من أعالي المباني والجبال، دون أن يرمش لنا جفن.
منطقتنا لم تكن بالتأكيد خالية يوماً من الإرهاب، لكن ذلك «الربيع» اللاهث خلف السلطة -لا الحرية- هو من جعل المنطقة تصبح قلب الإرهاب النابض، وتسببت فوضاه في وصولنا الى ما نحن عليه اليوم والذي تحتل فيه «داعش» نصف سوريا والعراق، وتفجر المساجد وتقتل الأبرياء في السعودية والكويت وتونس وغيرها، وتمارس فيه جماعة الإسلام السياسي القتل والاغتيال ومحاولة تقويض سلطة الدولة في مصر وسواها.
لقد تسبب ذلك «الربيع» المتعطش للخلافة المزعومة في اغتيال حلم العالم العربي وتدمير اقتصاده وتشويه سمعته وإفقاده للأمن والاستقرار، وتحقيق الحلم الإسرائيلي ومنحها إياه مجاناً وعلى طبق من ذهب.
هذا هو «الربيع» الذي لا زال بعضنا مخدوعاً به ويتغنى ويحلم بعودته، بل ويرى فيه الحل السحري لكل مشاكل العرب ومآسيهم، ومن أولئك الأستاذ الزميل جمال خاشقجي الذي غرد بحرقة قائلاً: ((الإرهاب يضرب اليوم في الكويت وتونس.. سامح الله السياسي والمثقف الذي اغتال الربيع العربي، كان فرصة للنهضة وأرجو ألا تكون قد مضت))!!
ان الزعم بأن كبح جماح (الإسلام السياسي) «الإخوان» هو السبب في صعود (الإسلام الجهادي) وتنامي الإرهاب هو مغالطة تهدف لتصوير جماعة بعينها على أنها الملاك المنقذ للعرب والمسلمين رغم الأخطاء الشنيعة لتلك الجماعة وفشلها الذريع عند منحها الفرصة، ويدها الملطخة بالدماء منذ نشأتها وحتى اليوم.
خلاصة القول إن وضع العالم العربي أمام خيارين شيطانيين لا ثالث لهما هو خيار بائس جائر ليس للشعوب العربية فحسب، ولكن للإسلام الذي هو أرقى وأسمى من أن يمثله أي شيطان صغيراً كان أم كبيراً.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة