Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

يا سعود الله يجبر في غيابك عزانا!

من كان متواجداً على شبكات التواصل الاجتماعي عندما بدأ خبر رحيل الأمير سعود الفيصل في الانتشار سيدرك حتماً مكان ذلك الرجل العظيم في نفوس السعوديين وحزنهم الشديد على فقدهم إياه، صغاراً وكباراً، رجالاً و

A A
من كان متواجداً على شبكات التواصل الاجتماعي عندما بدأ خبر رحيل الأمير سعود الفيصل في الانتشار سيدرك حتماً مكان ذلك الرجل العظيم في نفوس السعوديين وحزنهم الشديد على فقدهم إياه، صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءً، ومن كل الأطياف، والذين عبروا بحرقة وألم عن مصابهم الجلل بوفاته.
من تابع ردود الفعل العالمية التي نعاه فيها المسؤولون من كافة الدول العربية والإسلامية والغربية وغيرها سيتبين له حجم ذلك القائد وما يحظى به من احترام وتقدير يندر أن يناله الزعماء، ليس باعتباره رجلَ دولة سعودياً خدم بلده باقتدار ومهارة على مدى أربعة عقود فحسب، بل باعتباره هرماً دبلوماسياً شامخاً خدمت مواقفه وحكمته وشجاعته السياسية كافة بقاع العالم دعماً للسلام والاستقرار والعدالة الدولية وتصدياً للظلم والاستبداد والإرهاب ووقوفاً بجانب برامج التنمية الهادفة لمساعدة اللاجئين والفقراء والجياع ونصرة الأطفال وحماية البيئة وحقوق الانسان.
من اطلع على عشرات المقالات التي كتبت في رثاء الفقيد ومآثره سيجد الكثير والكثير من الإنجازات والتي تعتبر جميعها مجرد قطرة في تاريخه الحافل بالعطاء، والذي يحتاج ليس فقط لمجموعة من الكتب توثيقاً لذلك التاريخ، ولكن لتكون مراجع لمواقف المملكة الدولية وسياساتها الخارجية، وتخليداً لتلك الأعمال باعتبارها مدرسة لطلاب ورجال السياسة يتعلمون منها فنون الدبلوماسية والخطابة وسرعة البديهة ومهارات التفاوض، ومواطن الحزم والهدوء في العمل الدبلوماسي.
لا جدال بأن بناء شخصية تمتلك كل هذه المزايا والقدرات يتطلب تعليماً مرموقاً كذلك الذي تحصَّل عليه الفقيد من واحدة من أرقى جامعات العالم وهي جامعة برنستون. ويتطلب خبرات عملية عميقة كتلك التي تدرج بها بدءاً من عمله مستشاراً اقتصادياً في وزارة البترول والثروة المعدنية، فمسئولاً عن مكتب العلاقات البترولية، ثم نائباً لمحافظ بترومين، فوكيلاً لوزارة البترول والثروة المعدنية، ثم تعيينه وزيراً للخارجية عام 1975. أما الجانب الأهم في شخصيته الفذة فقد كان ما ورثه من أبيه الملك فيصل رحمه الله من حنكة وذكاء ودهاء وقوة شخصية، وما تعلمه في مدرسته ومجالسه الثرية بالاحتكاك والتجارب السياسية.
كل التغريدات والمقالات وعبارات الحزن والتأبين اختصرها بإبداع أخوه الأمير الشاعر خالد الفيصل بأبياتِ تُغْني عن ألف مقال، قال فيها عنه عند مرضه :
هز المرض راسه ولا مال راسه
وقفة جبل دون الوطن لأربع عقود
تدرون من يملا عيون السيـاسة
سعـــود لا قبــله ولا بعـــده سعــود
وعند رحيله قال :
ما في أحد يبكي على موت مفقود أكثر من إللي فاقده من عياله
إلا السعوديين مــن موتة سعــود كلِ يشـــوف إنه فقيده لحـاله
رحم الله سعود الفيصل فقد كان بحق «دولة في رجل، وليس مجرد رجل دولة».
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة