عندما كتب الدكتور أحمد زويل سيرته الذاتية «عصر العلم» ، اقترح عليه الكاتب أحمد المسلماني أن يقوم الأديب العملاق الأستاذ نجيب محفوظ بتقديم الكتاب ليجمع بين هامتين كبيرتين من حملة نوبل. وفي عوامة على النيل بدأ الأستاذ المسلماني بمحاولة تبسيط النظرية التي استحق د. زويل عليها جائزة نوبل قائلاً لنجيب محفوظ: «إن الدكتور زويل كما تعلم قد توصّل إلى زمن جديد هو «الفمتوثانية»، وهى تعادل الواحد على المليون على البليون من الثانية، وهو أدق زمن فى تاريخ العلم.. وهو يعادل ما قدره ثانية واحدة فى فيلم سينمائى يستغرق عرضه (36) مليون سنة! ويعكف الدكتور زويل الآن على دراسة الخلية بموجب هذا الزمن، فهو يدرس مكاناً متناهي الصغر بزمن متناهي الصغر.. يدرس ما دور الخلية بما دون الثانية.والأمل من ذلك هو إحداث نقلة فى الطب الجزيئي أو ما بعد الطب الحديث.. والتعامل مع المرض فى لحظة تشكّله.. أو التعامل فى زمن ما قبل المرض»
فرد أ.نجيب محفوظ رداً فاجأ جميع الحاضرين : «إذن فالدكتور زويل ينتقل من السيطرة على الزمان إلى السيطرة على المكان!». ومنذ سنوات قرر العلماء (الغربيون طبعاً) استخدام ما يسمى بالإحداثيات وخطوط الطول والعرض في الملاحة الجوية عبر تقسيمها الى دقائق ٍ وثوانٍ ، مطوعاً «الزمان» لإنشاء «المكان» عبر «طرق» أو»ممرات» جوية لاتبدو للعيان لكن التعرف عليها يتم بأجهزة ملاحية متصلة بالأقمار الصناعية.. في الماضي كانت هذه الممرات بين جهازي راديو VOR أو ADF لكن مع توسع التكنولوجيا غدت هذه الممرات متاحة بين النقاط الوهمية في الفضاء لكل منها اسم من خمسة أحرف لاتينية ، مما قلص التكلفة وزاد من عدد تلك الممرات. يبلغ عرض الممر الجوي ثمانية كيلومترات بكل اتجاه من وسط الممر ، موزعة على كل ألف قدم ، الطائرات التي تتجه من الغرب الى الشرق تأخذ الارتفاعات الفردية (31000 قدم) ، والأُخرى تأخذ الارتفاعات الزوجية.
يمكن للعين المجردة رؤية شكل تقريبي لهذه الممرات في حال بثت الطائرات دخاناً من المحركات في ظاهرة تكثف الهواء الخارج في ظروف مناخية معينة تسمى «Contrails».
ويخلق مالا تعلمون.
عصر العلم
تاريخ النشر: 26 يوليو 2015 02:03 KSA
عندما كتب الدكتور أحمد زويل سيرته الذاتية «عصر العلم» ، اقترح عليه الكاتب أحمد المسلماني أن يقوم الأديب العملاق الأستاذ نجيب محفوظ بتقديم الكتاب ليجمع بين هامتين كبيرتين من حملة نوبل.
A A