جاء تقرير المنتدى العالمي لهذا العام 2015 في ثلاثمائة صفحة اهتمت بالمهارات ،واعتبرها التقرير قاطرة نمو هذا القرن وليست رؤوس الأموال، ولاحظ أن ثلث المنشآت تشتكي من صعوبة الحصول على المهارات المطلوبة وأن نصف من وظفوا بدونها أثروا سلباً على أداء المنشأة واستنتج بأن على الحكومات وقادة قطاع الأعمال والجهاز الأكاديمي فضلاً عن الأفراد، الوعي بمتطلبات النمو واستيعاب التغيير في مفهوم قيمة حلقات الإبداع العالمي، مما يستلزم تغير نمط قطاع الأعمال الحالي من استهلاك المهارات إلى توليدها بالاستثمار في رأس المال البشري .ويحاجج التقرير بأنه أهم أصل في الاقتصاد ويعلو على أي منتج بما فيه البترول والمنتجات الصناعية الأخرى .ولكن لرفع المهارات وتنمية رأس المال البشري يستلزم تحديد حلقات الإبداع العالمي ليتم التطوير وفق خطة محكمة تستجيب لمتطلبات الاقتصاد المعني.
وفي صفحة المملكة أشار التقرير لصورة مدهشة عن معدل البطالة وسط حملة الشهادات العليا لأن المهارات المتوفرة بين خريجي التعليم العالي غير مطلوبة بسوق العمل ،وأشير لتجربة شخصية ظل فيها القطاع الخاص يواجه هذا التحدي بتفضيل الجامعي على حامل الماجستير لكلفته ولصعوبة إعادة تدريبه وخاصة بقطاع التجزئة الذي لديَّ خلفية أفضل عنه.
وبغض النظر عن موضوعية التقرير فإن الميز النسبية بالاقتصاد الوطني يمكن تنميتها لتقود لتنمية المهارات البشرية ومنها ميز نسبية في السياحة وإنتاج التمور والطاقة المتجددة فلماذا لا تستثمر المملكة بهذه القطاعات وتخطط لتصبح أكبر سوق عالمي للتمور، عبر معالجة نقاط الضعف وتقوية نقاط القوة وتوفير مهارات تستخدم التقنية في الري الزراعي وتحسين المنتج وتوظيف وسائل حديثة لقطف المحصول بدل حرقه لقلة الأيدي العاملة ولماذا لا يوجد مركز أبحاث يماثل (يو سي دافيز) أو (ميتشجان) أو مراكز أبحاث كليات الزراعة العالمية ويركز على تحسين التمور وتطوير آلية التخزين الذكي الذي ينقص القطاع فضلاً عن الاهتمام بالتكلفة ورفع مستوى معيشة المزارع. لأن غياب الأبحاث غيب عن مؤسساتنا الاهتمام به وبنباتات أثبتت جدوى اقتصادية مثل المورينغا وشجر البان، بينما استثمار القطاع سيكبح معدلات البطالة وينوِّع الإيرادات ومثلُه قطاع السياحة إذ رغم إيجابية المهرجانات إلا أن السياحة بنية تحتية متكاملة تجتذب السائح لزيارة المملكة. وهكذا قطاع الطاقة المتجددة يظل الاستثمار الحكومي فيه مطلوباً لتكلفته العالية فاستخدامه في ولاية كاليفورنيا كلف مائتي بليون دولار ولكن دون الاستثمار الحكومي فإن التحديات هائلة ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ..وأرى أن أهم خطوة الآن بدعم هيئة (مدن) وشركة الكهرباء بتحفيزهما للاهتمام بأبحاث الطاقة المتجددة وباستخداماتها بما يخفض التكلفة ويعود على الاقتصاد الوطني وصورة المملكة بما ينفي سلبيات تقارير المنتدى العالمي.
المهارات قاطرة نمو القرن
تاريخ النشر: 24 أغسطس 2015 00:21 KSA
جاء تقرير المنتدى العالمي لهذا العام 2015 في ثلاثمائة صفحة اهتمت بالمهارات ،واعتبرها التقرير قاطرة نمو هذا القرن وليست رؤوس الأموال، ولاحظ أن ثلث المنشآت تشتكي من صعوبة الحصول على المهارات المطلوبة و
A A