منغصات

(إن الوقت والجهد الذي نستغرقه في استدراك الأخطاء، وإصلاح العيوب أقل بكثير من ذلك الذي يُصرف لتبرير أسباب الفشل).
كان يؤمَل أن ينطلق العام الدراسي بدون «منغصات» تُلقي بظلالها على المنظومة التعليمية، إلا أن الواقع يشي إلى غير ذلك، فالمنغصات كثيرة، ولكن يمكن رصدها وعدّها بدءاً من عدم اكتمال ووصول الكتب المدرسية إلى المدارس قبل انطلاق الدراسة 8/11/1436هـ بوقتٍ كاف ليتسنّى للمدارس ترتيب عملية توزيع الكتب من اليوم الأول، إلا أن ذلك لم يحصل، فالكتب لم تصل لبعض المدارس أو هي وصلت للمدارس، ولكن ناقصة، ونشرت صحف يوم الخميس الماضي أن مردّ ذلك هو عدم التزام متعهدي الطباعة (المطابع) بالوقت المحدد للتسليم، لظروف تتعلق بالمطابع، لا نعلمها كما لا ندّعي الجهل بها، وما يُثير الدهشة الممزوجة بالتعجب أن مدير عام التعليم في إحدى المحافظات زار خلال الأسبوع المنصرم مستودعات التعليم للوقوف على سير العمل والاطمئنان على توافر الكتب والواقع أنها غير متوافرة!! وتجدر الإشارة إلى التقرير الصحفي الذي نشرته إحدى الصحف يوم الجمعة 13/11/1436هـ (صـ 9) الذي رصدت فيه حالة من الفوضى العارمة في تخزين الكتب المدرسية وبدائية عملية التوزيع في محافظة جُدة، حيث أشار التقرير عينه إلى أن المستودعات خالية، وأن الكميات المتوفرة حالياً لا تُغطِّي حاجة جميع المدارس الحكومية والأهلية بجدة، وأنهم ينتظرون وصول ما تبقَّى من الكتب من الرياض!! نقص في الكتب.. عجز مفاجئ في عدد المعلمين في مختلف التخصصات. والسؤال الذي ينبغي أن يُطرح هو: أين التخطيط الاستراتيجي الذي لطالما قرأنا عنه؟! ولِمَ لم يتم تلافي هذه المنغصات؟!
ولعل من المناسب أن نذكر قصة لا تخلو من الطرافة، إذ يقول أحد أولياء الأمور (تربوي متقاعد) في إحدى القرى شمال جُدة أن ابنه استلم (سي .دي) (CD) يحتوي على المادة التعليمية، إلا أنه لا يملك جهاز كمبيوتر لقراءة المادة، وأن القرية لا يوجد فيها أماكن طباعة تمكنه من تنزيل المحتوى العلمي على الورق، وأنه جاء بالـ(سي .دي) إلى جدة لطباعته، وكلفه ذلك مبلغًا لا بأس به من المال!! وأخذ يتندر على المناطق النائية التي لا يوجد فيها كهرباء كيف يا تُرى يعملون.. ردّ عليه أحد مرافقيه بالقول يشتغل الـ(سي .دي) في السيارة!! .
*ضوء:
(إنك تبدأ بالفوز بمجرد شروعك في القيام بعملك).