Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

رأينا أولاد القاعدة.. ونخشى رؤية أحفادها

يتعرّض العالم بين الفينة والفينة إلى آفاتٍ مهلكة، إذا تُركت في الأرض تسرح، كبُرت وتعاظم خطرها، فتغدو همًّا تُعاني منه البشرية، وتخسر بسببه الأرواح والممتلكات، ومن تلك الآفات المهلكة آفة الإرهاب، التي

A A
يتعرّض العالم بين الفينة والفينة إلى آفاتٍ مهلكة، إذا تُركت في الأرض تسرح، كبُرت وتعاظم خطرها، فتغدو همًّا تُعاني منه البشرية، وتخسر بسببه الأرواح والممتلكات، ومن تلك الآفات المهلكة آفة الإرهاب، التي تميَّز بها هذا العصر، وما زالت هذه الآفة تواصل رسالتها الإجرامية عبر مخططها اللا إنساني، فراحت تنفث سمومها في بقاع المعمورة، وهي الأسوأ، حيث يشن الإرهابيون هجومهم البربري، رافعين شعار التكفير لكلِّ مَن يُخالفهم الرأي، ومتوعّدين بالتنكيل والتدمير لكلِّ مَن لا ينصاع لهم، فيعرضون أفكارها الضالة على الشباب، فيلتهمون ضعافهم، ويقنعونهم باتّباع المخطط الإجرامي لتنظيم القاعدة، الذي تمخَّض فولد فئرانًا، نمت هي الأخرى فأصبحت وحوشًا تُخيف العُزَّل الآمنين، ولا تُخيف قدرات المُتضرِّرين وإمكانات العالم العسكرية، وهنا يتبادر إلى الأذهان سؤالٌ واجب وهو: هل قصّر هؤلاء المتضررون حول العالم في مُحاربة القاعدة؟ فمن المؤكَّد أن الإجابة تأتي بالنفي، ولكن المكافحة جاءت مُتأخِّرة، بمعنى أن القاعدة تركها المجتمع الدولي حتى باضت، وأفرخت تلك الحركات البغيضة، التي ظلّت تعبث بأمن كثير من دول العالم، وظلّت تعيث في الأرض فسادًا، وهي تدّعي الانتماء لخيرٍ أمةٍ أُخرجت للناس، وأنها تدين بالإسلام، والإسلام بريءٌ ممّا يدّعون، فهنالك جيل عاصر ميلاد القاعدة، وشاهد أولادها، ونخشى أن ترى الأجيال القادمة أحفادها، لمواصلة مسيرة الدمار والتخريب، فبئس الرأي رأيهم، وبئس النهج نهجهم، ويبقى الأمر المُحيِّر انحراف أعداد من الشباب المُغرَّر بهم، وجرّهم لذلك المستنقع الآسن، فهذه الآفات الجديدة وليدة القاعدة، كُلَّما تأخر استئصالها من قِبَل المجتمع الدولي، ولدت هي الأخرى ما هو أضل وأنكى، كما هو الحال في هذا الزمان، وبهذا الفهم لا يصلح التردُّد، بل يجب التكاتف وتضافر الجهود لاقتلاع هذه الحركات الإرهابية من جذورها، فإمّا أن تُبتر تلك الأيدي الآثمة والملطخة بدماء الأبرياء، وإمّا أن نتوقع ما لا تُحمد عقباه، فها هي داعش تتمدد كيفما شاءت، وجيش النصرة يصول ويجول، والحوثيون يعبثون بأمن اليمن الشقيق، ويواصل الإرهاب همجيّته في ليبيا، بينما يرفع شباب حركة الصومال لواء القاعدة، فضلاً عن حركاتٍ قد تُغريها سلبية العالم، فتظهر مُجدَّدًا لتزيد الأوجاع وتُعمِّق الجراح، وقد يصعب احتواؤها فتمضي بالكون من السيئ إلى الأسوأ -لا سمح الله-.
هكذا تزهق الأرواح البريئة، ويتمادى الإرهاب في غيّه وممارسة هوايته بطشًا وتنكيلاً وتقتيلاً، بينما تمضي دولة الخلافة الإسلامية المزعومة (داعش) لهدفها، وتتبنى حلم تنظيم القاعدة لتأسيس تلك الدولة، فما هي إستراتيجية المجتمع الدولي للقضاء على داعش وأخواتها؟!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store