Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

جوهرة الوطن

تحدثت في مقالي السابق عن الولاء والانتماء لمنتخب الوطن، لكن الحضور الجماهيري في الجوهرة المشعّة أمام الأحمر الإماراتي كان أبلغ رد على مقالي ذاك من قبل المواطن السعودي الغيور على وطنه.

A A

تحدثت في مقالي السابق عن الولاء والانتماء لمنتخب الوطن، لكن الحضور الجماهيري في الجوهرة المشعّة أمام الأحمر الإماراتي كان أبلغ رد على مقالي ذاك من قبل المواطن السعودي الغيور على وطنه.
لن أتحدث عن المباراة، ولن أخوض في تفاصيلها الفنية، فقد أسهب المحللون والخبراء في الحديث عن تفوق أخضرنا الواضح في ذلك اللقاء، لكنني سأتحدث عن المشهد الجميل الذي اختفت فيه كل الألوان والميول لتنضوي تحت شعار واحد، ولون واحد، من أجل وطن واحد.
فرحة حقيقية عاشتها جماهير المملكة بكل أطيافها وميولها وألوانها وتوجهاتها بعودة شيء من أخضرها الضائع منذ سنوات طوال، أحسست معها أنني أود العودة على أول طائرة إلى أرض الوطن لأعيش هذه اللحظة الجميلة مع كل من خفق قلبه باسم الوطن.
لا يهمني كيف انتصرنا؟ ولا لماذا انتصرنا؟ المهم أننا انتصرنا لأننا كنا بحاجة إلى هذا الانتصار من عدّة جوانب أهمها ما ذكره رئيس الاتحاد السعودي أحمد عيد أننا لن نلعب في فلسطين، ولن نعترف بسلطة محتلة، مهما كانت الظروف.
معنويًّا أصبح الأمل يحدونا بمشاهدة منتخبنا يصارع الكبار ليعود بينهم، ونراه مرة خامسة في قائمة المشاركين في نهائيات كأس العالم هناك في روسيا، ليعلم القاصي والداني أن الكبير يمرض ولا يموت، حتى وإن طال مرضه.
في غمرة فرحتي نسيت أن أواسي إخوتي الإماراتيين على خسارة النقاط الثلاث، فقد قدموا مستوى جيدًا خلال اللقاء، لكن سحر جماهير الأخضر أشعل في نفوس اللاعبين حماسًا منقطع النظير، فخطفوا فوزًا ثمينًا في الرمق الأخير من عمر المباراة.
رغم ظهور شعاع لاعبي الأخضر في الجوهرة المشعة، إلاّ أن الجوهرة الحقيقية لم تكن في اللاعبين، ولا في تلك الجوهرة المشعة، لكنها كانت في تلك المدرجات التي جسّدت بالفعل جوهرة الوطن.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store