«توليد الوظيفة»..!

(انصت للآخرين.. فإن لديهم ما يقولون).
جاء في سياق قرارات مجلس الوزراء المنعقد مؤخرًا ما يفيد بإنشاء هيئة وطنية مستقلة «لتوليد الوظائف»، وبحسب ما نشر فإن الهدف الأسمى بل والعريض الذي تروم الهيئة تحقيقه وترجمته إلى واقع ملموس في إطار زمني معلوم، هو العمل الجاد والممنهج لتوظيف المواطنين، والعمل على خفض حجم البطالة المتفاقمة، والتي ما برحت نسبتها تتفاوت إلى حد التضارب ما بين مختلف الجهات المهتمة بالتوظيف والعمل، حتى إنه لا يمكن أن يمر يوم إلا وتقرأ ـ نسبة تفشي للبطالة مختلفة عما قرأت بالأمس، ويبدو لي والله أعلم أن مردَّ ذلك هو عدم وجود قاعدة بيانات (Database) حقيقية توضح حجم البطالة الحالي أو حتى المتوقع!! ومعلوم أن البطالة تطحن بكلكلها آمال وأحلام الأجيال الواعدة والصاعدة في الحصول على وظائف ملائمة لتخصصاتهم ومجزية في مرتباتها وأجورها.
ولعل هيئة «توليد الوظائف» الوليدة تقضي على التشتت السائد في معالجة ملف البطالة الذي كانت تتنازعة عدة جهات بل وتعاطت معه وفق قرارات وإجراءات تنفيذية/ تكتيكية مثل برنامج نطاقات الذي كان من ضمن أهدافه تخفيض نسبة البطالة. وبالطبع لم تنخفض البتة بل تفاقمت وإن لم تصدقوا فاسألوا برنامج «حافز» فإعانته التحفيزية كان مردودها سلبيًا إلى حد ما، بل وزادت من كمية التقاعس والاسترخاء وهما مدخلان لساحة البطالة بانتظار «توليد الوظيفة».
*ضوء: (إننا نبني أسوارًا كثيرة.. ولا نبني جسورًا بالقدر الكافي).