هل يجهل المُتابع والمُهتمّ الكيفية التي ينضوي بها الشباب تحت لواء داعش؟ طبعا لا، فعدم الوعي هو أساس السقوط في المهالك، وطريق داعش ذو اتجاهٍ واحد، حيث يرفض قادة التنظيم توبة أتباعهم من فكرهم الغاشم، شكلا وموضوعا، والمُقدِمُون على التوبة يُواجهون مصيرهم المحتوم، وهو نفس المصير المأساوي والنهاية الأليمة التي واجهها الشاب السعودي التائب «عبدالله القرشي»، فإما أن يبقى على غيِّه وضلاله، كأحد أفراد تلك الغابة الملعونة، يُؤمن بما يُملَى عليه من فِكرٍ مُنحرف وتوجُّهٍ مُتطرِّف، وليس أمامه إلا السمع والطاعة، كأيِّ أرنبٍ ضعيف أمام وحشٍ ضارِ، وإما أن يُواجه مصيره المحتوم، كما أنهم لم يسمحوا للتائب أن يسبح في الحياض العذبة، بعد أن تلوَّث بوحل ذلك المستنقع الآثم، الذي كُلَّما حاول الخلاص منه غاص فيه أكثر.
إن ما نراه وما نسمع به ليس من الإنسانية في شيء، فهي تصرفاتٌ لا يُقرها دينٌ ولا عرف، ولكنها من توجُّهات التنظيم الشيطاني، الذي لا يُشبه سماحة الدولة الإسلامية الحقيقية في شيء، فأنتُم أيها الداعشيّون لا تُشبهون الأمة التي هي خيرُ أمةٍ أُخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، فأيُّ معروفٍ في تلك القلوب الغليظة الفظَّة، التي لا تعرف الرحمة، فكن على يقينٍ أيها التائب أن الله هو التوَّاب الرحيم، وتأكَّد أن دمك الذي أُريق بهذه الأيدي الآثمة لن يضيع، يوم تُجزى كل نفسٍ بما كسبت، فأنت يا أخي من التائبين، وظالموك ينتظرهم عذاب الله الذي قال جل وعلا في محكم التنزيل: (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ).
ليتنا نجعل ما حدث للشاب السعودي التائب عبدالله القرشي الذي أُعدم بدبابة الموت عِظَةً وعبرة، نتعلَّم منها كيف نُحسن التفكير، وندرس القرارات المصيرية جيّداً، حتَّى لا نهوى في قاعٍ سحيق يصعب الخروج منه، فيا شباب الإسلام إن الانضمام لتنظيمٍ غاشم كتنظيم داعش لا يستهوى إلا مخدوع؛ يرضى بأن يكون من ضمن الذيول المُستَعْبَدة، التي تعيش في عتمةٍ وظلام، وتُخيِّم عليها جهالة ووحشية قانون الغاب، فليتَ الشباب يعلمون نتائج قراراتهم مسبقا، ونُذكِّرهم بالحكمة التي تقول: «قدِّر لرجلك قبل الخطو موضعها»، فكل شاب واعٍ واثقٍ من ذاته حريصٍ على سلامة خطواته، محبٍّ لأهله ووطنه، مُلمّ بتعاليم دينه القويم، لا يُمكن أن يجتذبه الفكر الضال، ويغريه التطرف والانحراف، ويقع في براثن تلك الفئة الضالة، أما من جرفه ذلك التيار الحاقد فخسارته فادحة، لأنه سلك الطريق الخطأ، وأسلم قِيادَهُ لمجرمٍ حاقد، فإلى أيِّ مصيرٍ سيجرُّه يا ترى؟!
قدِّر لرجلك قبل الخطوِ موضعها
تاريخ النشر: 08 نوفمبر 2015 00:42 KSA
هل يجهل المُتابع والمُهتمّ الكيفية التي ينضوي بها الشباب تحت لواء داعش؟
A A