Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أرامكو ومشروعات الأمطار والسيول بجدة

تتكرر معاناة سكّان مدينة جدّة من هطول الأمطار، مهما كانت كثافتها، حيث تلازمها أضرار ماديّة جسيمة في الأرواح والممتلكات.

A A
تتكرر معاناة سكّان مدينة جدّة من هطول الأمطار، مهما كانت كثافتها، حيث تلازمها أضرار ماديّة جسيمة في الأرواح والممتلكات. فالأمطار والسيول تلحق أضرارًا بالمدن والقرى، وتداهم المواطنين في منازلهم، ومتاجرهم، ومصانعهم، وتداهم المدارس، والجامعات، والمستشفيات، والمطارات، والأجهزة الحكومية، والمنشآت الخاصة، والبنوك، وغيرها من المرافق الأخرى الحيوية، وتؤدّي إلى شلّ حركة الحياة، ناهيك عن الأضرار التي تحدثها في الجسور والأنفاق، والعجيب في الأمر أن الكوارث التي نشاهدها كل عام في مدننا الرئيسة كمدينة جدّة لم تحدث نتيجة فيضانات، أو أعاصير -كما يحدث ونشاهده في بعض بلدان العالم-؛ وإنّما تحدث نتيجة أمطار عادية تهطل في لندن، وباريس، وغيرهما بصفة مستمرة، ولفترات طويلة من الزمن، ولأيام، وربما شهور، وليست لساعات محدودة -كما يحدث لدينا- وهذا لطف من الله سبحانه وتعالى علينا.
والسؤال هنا: أليس من حقّنا أن نستفيد من نعمة المطر، كما استفاد وتمتّع بها غيرنا؟ ونحن -بحمد الله- من الدول الغنيّة العشرين في العالم، ولدينا من الثروات، والطاقات، والاحتياطات، ما يجعلنا قادرين على بناء بُنى تحتية بدرجة عالية من الجودة، ولكننا نفتقد لعنصر التخطيط، والمتابعة، والرقابة، والمساءلة، وممتازون في الوعود! ناهيك عن قصور في تنفيذ خطط التنمية! أليس من المعيب أن تظهر مدينة كمدينة جدة، وغيرها من المدن بهذا الوضع الذي نشاهده -وباستمرار- عند هطول أمطار، نستغيث الله من أجلها؟
بعد كارثة جدّة الثانية تم تشكيل لجنة فرعية بأمرٍ سامٍ، وتحت إشراف أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل، وعضوية عدد من الوزراء لدراسة ومتابعة (تنفيذ أعمال تصريف الأمطار، ودرء مخاطر السيول لمدينة جدّة)، وتكون مستثناة من أحكام نظام المنافسات، والمشتريات الحكومية، إمارة مكة استعانت بشركة أرامكو للإشراف على تنفيذ مشروعات تصريف الأمطار ودرء مخاطر السيول لكامل محافظة جدة، وطلبت الإمارة من أمانة مدينة جدة تسليم شركة أرامكو كل ما يتعلّق لديها بتصريف الأمطار ودرء مخاطر السيول، وبالفعل سلمت الأمانة كراسة الشروط والمواصفات لأرامكو، وكذلك تسليم كامل المخصصات المالية المرصودة لدرء مخاطر السيول بميزانية الأمانة، وبهذا يتّضح للجميع بأن أمانة جدة غدت غير مسؤولة عن مشروعات تصريف الأمطار ودرء مخاطر السيول منذ عام 1432هـ. عندها استبشر الجميع خيرًا بتولّي أرامكو هذه الشركة العملاقة لتلك المشروعات. نفذت أرامكو عدة مشروعات على مستوى عالٍ من الجودة بشرق وجنوب جدة، وكانت مشروعات حلول عاجلة، وهي 14 مشروعًا من سدود، ومجارٍ لها، وقنوات تصريف، وتم تركيب 25 مضخة ترفع مياه الأنفاق، وإنشاء مركز لإدارة الأزمات، وغيرها من مشروعات.. وبقي علينا هنا، وبعد كل الذي تقدّم أن نتقدّم لأرامكو بالسؤال التوضيحي التالي: متى يتم البدء الفعلي في تنفيذ مشروعات تصريف مياه الأمطار في شوارع جدة، بكل جدية، وبعيدًا عن الوعود والتصريحات؟!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store