Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ليلةٌ أظلمت فيها عاصمة النور

عاشت عاصمة النور الحالمة باريس، ليلة دامسة العتمة ، حزينة، ، أحالت السكون والأمن والهدوء، إلى أجواءٍ مرعبة من القتل والدمار، عبر تفجيراتٍ مجهولة المُبرِّرات، ولا يعلم أحدٌ مَن هم المُستَهدفون بها، فما

A A
عاشت عاصمة النور الحالمة باريس، ليلة دامسة العتمة ، حزينة، ، أحالت السكون والأمن والهدوء، إلى أجواءٍ مرعبة من القتل والدمار، عبر تفجيراتٍ مجهولة المُبرِّرات، ولا يعلم أحدٌ مَن هم المُستَهدفون بها، فما طالت سوى الأبرياء العُزَّل الذين لا يعرفون لماذا قُتلوا، ولا يُعرَف لماذا أقدم مُنفِّذو الهجمات على تلك الجريمة البربرية، فما حدث لا يصدر إلاَّ من ضمائر مريضة، ونفوسٍ يستهويها ترويع الآمنين. ليست هذه أول مرة تُعاني فيها فرنسا من هجماتٍ مماثلة، ولكن الاعتداء الأخير ترجم النوايا الخبيثة، وأكد أن هذه الأيادي الآثمة أصبحت مدربةً تدريبًا يجعلها تصل لأهدافها بدقةٍ، وتُخطِّط لعملياتها بطريقةٍ مدروسة، تدعمها أجندةٌ خفية وأيدٍ داخلية، فقد تخيّرت هذه الجماعة الليل لتنفيذ مؤامراتها، وحددت أهدافها التي تأثرت بها سبعة مواقع مختلفة، فأُزهقت أرواح العشرات من الأبرياء.
هكذا نفذ الإرهابيون مخططهم، مُتناسين أن فرنسا بلدٌ كبير، يرفض ذلك السلوك الهمجي، فأمنه قادر على الوصول للجناة، ولو دخلوا جُحرًا،، فإذا سُئل المُغرر بهم الذين وقعوا في يد العدالة، ماذا جنيتم من غرسكم الخبيث؟ فلن يجيبوا بما يشفع لهم، فكيف يتصوّر هؤلاء الواهمون أنهم يستطيعون إخضاع العالم والانتصار عليه.
إن الأمن العالمي يشهد حالة من التردي يُؤسَف لها، فلا بد أن يُطرق ناقوس الخطر لمجابهة الإرهاب بجديةٍ أكبر، ولو دعت الظروف لاندلاع حربٍ عالميةٍ ثالثة ضد تلك التنظيمات الباغية، فما عادت كلمات الشجب والاستنكار تفيد لاستئصال شأفة هذه الجماعات، لهذا يجب أن تسبق تحركات المكافحة مخططات العدوان، ويجب أن تُسد كل المنافذ في وجه الإرهاب، حتى يتأكد أن الطريق أمامه تحفّه المخاطر، فالسلوك المنحرف والتوجُّه المتطرف لهذه الجماعات؛ يستوجب أن يكون العالم أكثر يقظةً وجدية، فقد آن الأوان لتأكيد أن الهجوم خير وسيلة للدفاع، فالداعشيّون ومن لفَّ لفّهم هم في الحقيقة أعداء الله الذي تجب محاربتهم، عملاً بقوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ)، ولا توجد جهة تعي وتفهم جيّدًا معنى هذه الآية الكريمة أكثر من مركز الملك عبدالله لمكافحة الإرهاب، الذي سبق أن دعمته المملكة بملايين الدولارات، والآن وجب تفعيل دوره بما يُناسب حجم الخطر الذي يُواجهه العالم..
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store