تعليم النزاهة

معنى النَّزَاهَة لغةً: أصل هذه المادة يدُلُّ على بعد في مكان وغيره، فالنزاهة مصدر نَزُهَ نَزاهةً، وتَنَـزَّهَ تنَزُّهًا، إذا بَعُدَ، ونَـزَّهَ نفْسَه عن القبيح: نَحَّاها، والنَّزاهةُ البُعْد عن السُّوء. والـتَّنَزُّه: أن يرفع نفسه عن الشَّيء تكرُّمًا، ورغبة عنه، ومعنى النَّزَاهَة اصطلاحًا: قال المناوي: (النَّزَاهَة: اكتساب المال من غير مَهَانة، ولا ظُلْم، وإنفاقه في المصارف الحميدة) والنزاهة أيضاً هي الالتزام الراسخ بالمبادئ الأخلاقية، السليمة، المتكاملة، غير القابلة للتجزئة ويمكن تلخيص النزاهة ببساطة بعمل الشيء الصحيح للسبب الصحيح حتى عندما لا يوجد أحد يراقبك.
النزاهة توجد مع فطرة الاسلام لكل إنسان ومع ذلك تتغير ملامحها مع التغيرات التي تصاحب الإنسان في نشئه وتربيته وسلوكه وتعليمه وتأثير المجتمع المحيط به، لذلك يجب علينا أن ننمي هذا المبدأ الإسلامي في أبنائنا منذ نعومة أظفارهم، وهي من مسؤوليتنا تجاههم بجانب تعاليم الدين والتعليم والتي لا يمكن لنا أن نغفل عنها ونتوقع أن يتعلموها بمفردهم دون أي تدخل منا.
فالنزاهة مثلها مثل الأخلاق الحميدة ومثل حفظ العهد والأمانة ومثل الإخلاص والاتقان في العمل والبعد عن الباطل والمحرمات والمنكرات وأخذ ما ليس لك حق به، وتوجد في كل شيء وفي أي عمل يقوم به الإنسان من بدء حياته حتى مماته، وتعتمد على الرقابة الذاتية التي جاءت في تعريف الإحسان الذي هو قمة الإيمان. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يشرح معنى الإحسان «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك» إذن النزاهة هي من أعظم العبادات التي أمرنا بها الدين الحنيف.
وعندما يوجد الفساد ويكثر ويتفشى وهو أحد دروب الإرهاب الذي يضرب في كل مكان ويستشري كالسرطان لهو دليل على ضعف النزاهة أو حتى انعدامها لدى البعض وبالتالي توقع أي شيء ممكن أن يحدث، وهذا الداء قد يبدأ من داخل الأسرة في تخلي الأب أو الأم عن مسؤولياتهم تجاه أبنائهم وهم القدوة التي يتابعهم الأبناء ويسيروا على خطاهم، لذلك يجب علينا أن نحميهم من خلال غرس قيم النزاهة فيهم، واتمنى أن تساهم المدارس معهم في ذلك، وتركهم لها يؤدي إلى الفساد وبالتالي إلى الإرهاب لا قدر الله، وسوف نسأل عن ذلك.
#الاستعداد_والفرصة_هو_النجاح