تُثبت ديمومة الزيارات المخطط لها سلفًا من بعض المسؤولين للجهات التي تتبع لهم إداريًا، وغياب عنصر «المفاجأة» في تنفيذها خللًا في الهدف منها؛ لأن أصدق وصف يُمكن إطلاقه عليها هو أنها على شاكلة «البروبجندا» التي تعكس مؤشرًا على ممارسات غير منضبطة على أرض الواقع؛ وتعاطيًا سلبيًا مع ما هو مفترض أن يكون عليه الوضع قبل وأثناء الزيارة، أما بعدها فالأمر سيعود لما كان عليه قبلها وكأن شيئًا لم يكن، وهذا التفاعل غير المنطقي يقودنا إلى الاعتراف بأن جُلَّ مُشكلاتنا التي تعاني منها أجهزتنا الخدمية تعود لمجموعة من الأخطاء التراكمية التي غطَّى فيها المسؤول أخطاءه عن رئيسه لكي يحفظ ماء وجهه ويحتفظ بمركزه؛ ولو كان يمتلك الجُرأة في إبراز ما لديه من أخطاء بموازاة ما حققه من نجاحات لانعكست نتائج هذه الزيارات على رفع مستوى الإنتاجية، وعلو كعب جودة الأداء.
من هذا المنطلق يجب أن ينظر المسؤول لهذا النمط من الرقابة على أنه جزءٌ من برنامجه اليومي الذي يجب أن يقوم به؛ بسبب استهلاك هذه الزيارات لميزانيات كبيرة كان من الأولى توجيهها لما خُصصت له في الأصل «مفاجئة» دون تخطيط مُسبق، وبعيدة كل البعد عن البهرجة التي تُخرجها عن سياقها المعقول، على أن يكون المسؤول هو صاحب القرار في اختيار الأماكن التي يزورها دون التدخل من قبل مسؤولي الجهة، أو أن تقوم الجهة بترتيب زيارة تتضمن كافة المستويات التي تُشرف عليها، حتى يكون المسؤول على عِلم تام بكل ما يدور في نطاق ما يتبع له من أجهزة؛ ليأخذها في الاعتبار عند العودة إلى موقعه وبذلك تكون التغذية الراجعة دقيقة وغير مشوهة، أما ما يحدث الآن من زيارات - فغالبها - لا يعدو سوى تضليل للرأي العام، والسعي للحفاظ على المركز بعيدًا كل البعد عن تقديم الخدمة النوعية التي ينتظرها المواطن مع إطلالة زيارة كل مسؤول.
الزيارات الممكيجة!!
تاريخ النشر: 29 نوفمبر 2015 00:53 KSA
تُثبت ديمومة الزيارات المخطط لها سلفًا من بعض المسؤولين للجهات التي تتبع لهم إداريًا، وغياب عنصر «المفاجأة» في تنفيذها خللًا في الهدف منها؛ لأن أصدق وصف يُمكن إطلاقه عليها هو أنها على شاكلة «البروبجند
A A