غسل وتجفيف..!

(ستعبر نهر الحياة لمرة واحدة فقط، لذا لا تتردد في تقديم الخير حيثما استطعت).
مصطلح «غسل الأموال» برز إلى الساحة الإعلامية وخصوصًا الصفحات الاقتصادية المتخصصة في العشرينيات من القرن العشرين في الولايات المتحدة الأمريكية، وغسل الأموال يعني ببساطة متناهية تنظيف الأموال من شبهات عوائد الاتجار في المخدرات والسلاح وإلى حد ما الدعارة، وكان غاسلو الأموال يلجأون إلى شرعنة الأموال والعوائد النقدية التي تحت أيديهم إمّا بشراء العقارات وبيعها وذلك للحصول على أموال نظيفة شرعية المصدر تيسّر لهم إيداعها في المصارف دونما إثارة للريبة أو حتى الشك في مصادر هذه الأموال خاصة وأنها تدفقات مالية عالية تلفت الأنظار، أو المشاركة في مناشط تجارية قانونية في ظاهرها وباطنها كالمتاجرة بالمجوهرات والمعادن النفيسة ونحو ذلك، وذات يوم أشرنا هاهنا إلى بعض المناشط التجارية المريبة اللافتة للنظر من مثل منافذ بيع البصريات، وتأجير السيارات التي عددها يفوق الوصف وربما الحاجة، وقد أشرنا آنئذ إلى أنه في أحد الشوارع شمال جدة الذي لا يزيد طوله عن 600 متر هناك مالا يقل عن 17 منفذًا أو محل بصريات وكأن الناس مصابة «بالطشاش»، وفي شارع آخر يتقاطع مع الشارع السابق مالا يقل عن 20 منفذًا لتأجير السيارات وربما أكثر وفي الشارعين منافذ عدة لبيع العود والعنبر والعطور!! تنامي مثل هذه الأنشطة التجارية على هذا النحو لافت ومثير للانتباه!!
ج - الاقتصادية في عددها (8082) الصادر يوم الجمعة 2015/11/27 في قصة إخبارية تحدثت عن (إدارة مكافحة غسل الأموال) في مؤسسة النقد «ساما» ونيتها الاتجاه إلى تفعيل الرقابة على الحسابات المصرفية العائدة لـ(12 مهنة ونشاطًا تجاريًا) نظرًا للتدفقات المالية العالية التي تشهدها حساباتهم المصرفية، وعدم حملهم تصريحًا رسميًا بمزاولتها يتصدرها نشاط العمل من المنزل (العمل عن بعد) علاوة على بعض المهن الأخرى منها على سبيل المثال محال بيع المجوهرات، وكالات السياحة والسفر، مكاتب العقارات، وكالات السيارات «الموزعين» ومحال الصرافة!! هذه نماذج من النشاطات التي تصنف على أنها عالية المخاطر وكم كنت أتمنى أن تشتمل القائمة على مناشط أخرى مثيرة للريبة ذكرت عيّنة منها في فاتحة المقال.
* ضوء: (ما تكفيك شرّه الأيام، لا تجمع عمرك له).