الثلاثاء 7 أبريل
لندن-فندق ماندرين
الثالثة مساءً،وهل هناك أفضل من المكان والزمان لاحتساء الشاي حسب التقاليد الإنجليزية العريقة؟
فبعدما نقل الإنجليز الشاي من الصين وبلاد السند عبر السفينة 'كتي ستارك' (سفينة الشاي التي احترقت مؤخراً ) قاموا بتصديره مرة أخرى لمستعمراتهم مغلفاً بتقاليد لا يجاريهم فيها أحد،من أطقم الشاي.. الى صواني تقديم المعجنات ، وطريقة صب الشاي بكل أناقة، وصولاً الى عربات الشاي التي باتت شبه منقرضة مع إيقاع الحياة السريع. يكاد موعد 'Afternoon Tea' أن يكون متعارفاً عليه بين الثالثة مساءً والسادسة ، وتاريخياً فإن أول من مارس طقوس شاي ما بعد الظهيرة هم الإنجليز.
وبعد أن يجلسنا 'المتر دوتيل' 'Maître d'hôtel' الإنجليزي أمام الناحية الجنوبية للهايد بارك وعلى بحيرة 'Serpentine' يدنو من طاولتنا المتر 'فلاديمير' من شرق أوروبا،لا عجب فمع فتح الحدود الأوروبية أصبح من النادر أن يقوم بخدمتك رجل إنجليزي أوسيدة إنجليزية باستثناء مقاهي تشيلسي الراقية.
تشكيلة من الشاي تتوسط صندوقاً خشبياً يمسك به 'فلاديمير' بقفازات بيضاء،وماهي الا لحظات وتصل عربة يتقدمها صوت صرير عجلاتها ممتزجاً بصوت الأواني التي تعلوها.
في المنتصف توضع أطباق التقديم التي على شكل أدوار و تصغر كلما علت، بعض الجاتوه السواريه،بضعة ساندويتشات من سمك التونا والجبن والتكا، نعم فللمذاق الهندي هنا مكانة لايستهان بها. ثم يأتي خبز 'السكونز' المميز مصحوباً بكريمة 'كلوتتير' المميزة.
ولا مانع من البسكويت الذي يستمتع البعض بغمره في الشاي بحذر ليتشرب ما استطاع من شاي مع سحبه في اللحظة المناسبة قبل أن يرتخي تماماً ويسقط في الفنجان! و تدعى تلك العملية الخطرة 'DUNKING ' !
تقاليد الشاي قديمة وعريقة لكن متجددة، ففي حين كان التحدث بصوت عالٍ غير مقبول يوماً ما،فإن صوت الهاتف المحمول يعد أمراً من خوارق المروءة اليوم.
في صالون الشاي
تاريخ النشر: 06 ديسمبر 2015 00:13 KSA
الثلاثاء 7 أبريل
لندن-فندق ماندرين
الثالثة مساءً،وهل هناك أفضل من المكان والزمان لاحتساء الشاي حسب التقاليد الإنجليزية العريقة؟
A A