تسييلها..!

«إن الوقت والجهد الذي عادة ما نستغرقه في استدراك أخطائنا، وتصحيح عيوبنا أقل بكثير من ذلك الذي نصرفه لتبرير أسباب فشلنا!».
نشر في هذا الصحيفة (المدينة) العدد 19218 الصادر يوم السبت 1437/2/23هـ ص12 تقرير صحفي حول مساحة الأراضي البيضاء التي تطرز في غير تناسق الطبوغرافيا في المدن الرئيسة الأربع والتي ناهزت 3761كم2 تتوزع على المدن الأربع على النحو التالي: الرياض سجلت النسبة الأكبر بواقع 1579كم2، ومكة المكرمة 665كم2 وجدة 761كم2 والدمام 756كم2، المساحة الإجمالية 3761كم2.
إن التعاطي بمهنية مع ملف الأراضي البيضاء - وهو ملف شائك لا شك في ذلك- تطلبت معالجته وما قد يتمخض عنه من تداعيات حنكة واحترافية من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ويعد هذا في نظرنا استدراكًا لأخطاء جسيمة إن لم تكن مركبة تراكمت عبر السنين إما في غفلة أو تغافل لكن قيض الله لها من بادر إلى استدراك الخطأ ووضع خريطة طريق لتصويب العيوب وتصحيح الانحرافات عبر آلية مقننة وذلك بفرض الرسوم على الأراضي البيضاء التي كانت لا تأكل ولا تشرب فأصبحت الآن تأكل ولم تعد بارة كما في الأدبيات العقارية! فرض الرسوم بحسب خبراء العقار ستفضي مع مرور الوقت إلى إصلاح السوق العقاري الذي عانى فيما مضى من علل شتى لعل أبرزها الاحتكار وتضخم الأسعار على نحو عجز معه السواد الأعظم من المواطنين على تملك بيت العمر، إن فرض الرسوم سيدفع بالمحتكرين إما إلى تطوير ما يملكون من أراضٍ بيضاء لبناء المساكن وجعلها في متناول أصحاب الدخل العفيف أو التخلص من الأراضي وتسييلها بالبيع إما جملة أو بالمفرق تفاديًا لدفع الرسوم السنوية والتي نتمنى أن تكون مركبة (2.5%) في السنة الأولى (5%) في السنة الثانية وهكذا دواليك.. الشكر لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي أخذ على عاتقه مسؤولية معالجة الملفات الثقيلة التي ينوء بها كاهل الوطن.
*ضوء: (تبدأ بالفوز بمجرد شروعك في العمل).