* حين نطالع صفحة الوسوم النشطة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» نفاجأ أننا أكثر شعوب الأرض اكتساحاً لها ، وهذا الأمر كمؤشر رقمي جيد ، فلدينا القدرة على امتلاك الشاشة الرئيسة وفرض عناوين نشرة تويتر اليومية عالمياً ، لكنها كيفاً وبالنظر لموضوعات الوسوم و محتواها لا تدل إلا على أننا مستعدون لقضاء ساعات طوال في السجال الإلكتروني والاستماتة في مصارعة الرأي الآخر ، عدا أن غالبية تلك الوسوم تافهة جداً و امتداد لأسخف ما كانت تتداوله ساحات الحوار (المنتديات الإلكترونية) للتحايل على خمولها ، وأن غالبية المنشطين لهذه الوسوم يتفاعلون لشغل فراغ الوقت بفراغ المضمون .
* ما نمارسه في مواقع التواصل يفتقر لمهارات التواصل ، نتواصل بتغييب القيم الحقيقية التي نؤمن بها وندافع عنها حين نكون بحضرة الآخرين بشخصياتنا الحقيقية وأسمائنا الفعلية حين يجدُّ الجد ويعود العقل لمكانه ويمكّن من القيام بوظائفه ، لكن الحياة الافتراضية التي نقتحمها بأسماء حركية ثم نعيشها متفلتين من كل قيد ، نمارس الإقصائية والعنصرية وننشر البذاءات والتفاهات متناسين أن مواقع عالمية متخصصة وبأدوات بحثية متقدمة ترصد كل حركاتنا وكلماتنا واهتماماتنا ثم تصدر قوائمها السنوية عن أكثر الشعوب بحثاً في موضوع ما ، أو تداولاً لموضوع ما.
* حتى المستقبحون لتلك الوسوم يستخدمونها لانتقادها و القدح بمنشئها فيساهمون بتنشيطها.
* حضورنا على مواقع التواصل لا يعرف كيف يتواصل مع العالم ، وأقصى حدوده التواصل مع من نظنهم خصوماً ألداء وهم أقرب الشعوب لنا وأكثر من نتفق معهم في القضايا العظمى (الدين ، اللغة ، القارة أو حتى الوطن أو حتى المدينة) فنحدث تقاطعاً وتنافراً في موقع صمم للتواصل بسبب موضوعات ثانوية جداً كاختلافنا في الميول ، عدا أننا لا نستغل نفسنا الطويل في الجدال والبقاء على الإنترنت في فرض قضايانا أوالتعبير عن ثقافاتنا أو نشر قيمنا أو تحسين صورتنا !
# ترند عالمي تافه !
تاريخ النشر: 06 ديسمبر 2015 23:21 KSA
* حين نطالع صفحة الوسوم النشطة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» نفاجأ أننا أكثر شعوب الأرض اكتساحاً لها ، وهذا الأمر كمؤشر رقمي جيد ، فلدينا القدرة على امتلاك الشاشة الرئيسة وفرض عناوين نشرة تويتر ا
A A