Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«مبروك» و«مريم» رباط في المحيا والممات

«مبروك» و«مريم» رباط في المحيا والممات

كما كان يربط «حبل المودة» بين مبروك الذيابي وزوجته مريم في حياتهما، فقد فارقا الحياة ويجمع بين خصريهما «حبل الإنقاذ» هكذا وجد أبطال سلاح حرس الحدود بمنطقة المدينة المنورة، جثتي ضحايا سيول منتزه البيضا

A A
كما كان يربط «حبل المودة» بين مبروك الذيابي وزوجته مريم في حياتهما، فقد فارقا الحياة ويجمع بين خصريهما «حبل الإنقاذ» هكذا وجد أبطال سلاح حرس الحدود بمنطقة المدينة المنورة، جثتي ضحايا سيول منتزه البيضاء البري بالمدينة بعد 24 ساعة من البحث المتواصل بالتعاون مع فريق غوث التطوعي لمساندة فرق الدفاع المدني في البحث عن الزوجين، اللذين قضيا نتيجة الأمطار التي سال على أثرها الوادي الفسيح.
فبينما كانت أعين العم سلامة الذبياني (والد الزوج) على اليابسة تترقب أي إشارة تزف البشرى له ولأبناء بالعثور على جثة ابنه وزجته، بعد أن استخرجت فرق الإنقاذ رفيقه دربه في وقت سابق، كان غواصو حرس الحدود وفرق الإنقاذ في مهمة صعبة بين السيول والوحل لتمشيط منطقة البحث التي اتسعت بعد رحلة البحث عن الجثتين حتى لامست قدما الشاب المتطوع محمد بهجت كردي من فريق قولد بايكرز التطوعي طرف حبل الإنقاذ، الذي كان يربط بين الضحيتين لتتوالى بعدها مهمة استخراج الجثتين من الوحل.
«المدينة» استضافت الغواصين من سلاح حرس الحدود بالمنطقة وأعضاء فريقي غوث وقولد بايكرز التطوعية، الذين هبوا للمشاركة عمليات البحث التي استمرت على مدار 5 أيام متواصلة لدعم الطوق الإنقاذي الذي شكله الدفاع المدني في المنتزه البري.
4 غواصين
في البداية يروي قائد فريق سلاح حرس الحدود الرقيب عبدالرحمن بن سليمان الشريوفي تفاصيل رحلة البحث عن الضحايا في السيول، حيث قال: «كُلفت الإدارة 4 غواصين محترفين لمساندة فرق الدفاع المدني للبحث عن جثتي الضحايا، وبالفعل وصلنا للموقع عصر السبت لتبدأ رحلة البحث عن الجثث بواسطة القوارب المطاطية وتمشيط المنطقة ومسحها بشكل دائري بالتتابع».
بحث مستمر
وأضاف: «استمرت مهمة البحث صبيحة يوم الأحد بمساندة الفرق التطوعية والدفاع المدني لتشكل 4 قوارب الفريق البحثي عن الجثتين، وبعد دراسة الموقع بعناية اتضح أن الجثتين انجرفتا يسار الوادي مع تيار مياه السيول وبعد ساعات مضنية من البحث المستمر بطريقة الحواجز البشرية، التي شكلها الفريق الإنقاذي مع أعضاء غوث والمدينة بايكرز، وزادت دائرة التمشيط بالمنطقة لساعات طويلة في متوسط عمق متر ونصف، وبعد أن فقدنا الأمل في العثور على الضحايا، لامست أقدام أحد الزملاء خلال مسح المنطقة في مياه السيل، التي كانت باردة جدًا، طرف إحدى الجثتين حتى تعلق قلوب الفريق بـ»بارقة الأمل»، التي تجلى مع غروب الشمس».
طوق بشري
ويضيف الشاب محمد كردي – من فريق قولد بايكرز التطوعي: «قمنا بعمل طوق بشري من الفريق حول المنطقة، التي كانت مياهها ضحلة جدًا وقمنا باستدعاء الفرق التي كانت موجودة على اليابسة، وبالتنقيب في الوحل اتضح وجود جثتي الضحايا مربوطة بحبل الإنقاذ وعلى الفور قمنا باستخراجهما ونقلها على اليابسة بالقوارب المطاطية ولم أستطع مقاومة الأعياء حتى سقطت مغشيًا على اليابسة».
رباط الممات
حسن الجهني من فريق غوث التطوعي يروي تفاصيل حبل الإنقاذ الذي ساهم في وجود الجثتين مجتمعة في موقع واحد حيث قال: «عندما اصطدمت قدما أحد أعضاء الفريق في إحدى الجثث وعند محاولة استخراج الأولى اتضح أن جثة الزوجة مربوطة في نفس الحبل، الذي ألقاه أحد المتطوعين للضحايا في بداية الحادثة، إلا أن مشيئة الله قادت بأن يبقى بينهما الرباط في الحياة والممات رحمهما الله».
يُذكر بأن الأمطار التي سالت على أثرها سيل وادي البيضاء في المدينة المنورة قد جرفت مركبة العائلة، التي كانت تقل الفقيد سلامة الذبياني ووالدته نوف وزوجته مريم خلال نزهتهم منتصف الأسبوع الماضي في المنتزه البري خلال الأمطار التي شهدتها المنطقة منتصف الأسبوع الماضي، فيما شكلت فرق الإنقاذ للدفاع المدني غرفة عمليات في الموقع للبحث عن جثث الضحايا، وقادت الجهود للعثور على جثة والدة الضحية، بينما استمرت مهمة البحث وتمشيط المنطقة 5 أيام حتى تدخل غواصو سلاح الحدود والفرق التطوعية للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ في المنتزه البري.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store