من الخطأ المنهجي أن تُعمم الأخطاء الفردية على ممارسات جهاز بأكمله ليوصم بعدها بأنه عاجز عن تحقيق أهدافه المنشودة، وتتعاظم المُشكلة عندما يُتعاطى هذا الخطأ إعلامياً ويتناوله من لا ناقة له ولا جمل، والمؤلم أن أغلب المسيئين له من المُستفيدين من خدماته ، وما لقاء مدير تعليم الطائف مع طلاب المرحلة الثانوية سوى شاهد إثبات على ذلك؛ حيث ضُخِّمت ممارسة «غير مقصودة» لمدير التعليم مع أحد الطلاب ونُوقشت على أنها «جريمة» لا تُغتفر في حق التربية، وطارت الناس بها في العجَّة ، وصوَّروا المدير بأنه لا علاقة له بالتربية، وأن ردة فعله كانت مؤشراً على «فشله السلوكي» في التعامل مع الطلاب، بل وصل الأمر إلى المناداة بإقالته !، وحُشدت لذلك الهاشتاقات في تويتر، والرسائل المُعلَّبة في الواتس، وغير ذلك من وسائل التواصل الاجتماعي.
أجزم أن قضية عَرضِية كالتي حدثت في هذا اللقاء ليست كفيلة بإحداث ما حدث من ردة فعل سلبية آذت الوسط التربوي بشكل عام، وجعلت منه حقلاً وصفه البعض بأنه «إرهابي» ، وأظهرت مدير التعليم وكأنه قائد عصابة وليس قائداً تربوياً لواحدة من أكبر إداراتنا التعليمية بشكل خاص، وبعودة للمقطع الذي تناولته وسائل التواصل الاجتماعي نجد أن أسلوب الطالب في الدخول للإجابة خارجاً عن المألوف؛ فالواجب عليه أن ينتظر حتى ينتهي زميله المُتحدِّث، وبعدها يستأذن لأخذ دوره الطبيعي في توجيه سؤاله للمدير، أما رد المدير على الطالب بأهمية لقائه بعد اللقاء والذي فُسِّر بأنه «تهديد» فما دليل مَنْ قال بذلك ؟ خاصة وأنَّا منهيون شرعاً عن الحكم على النيِّات ، استناداً إلى الحديث المشهور عن الرسول - صلى الله عليه وسلَّم - «أفلا شققت عن قلبه».
أعود وأُؤكد على أن تعليمنا ليس بالصورة البشعة التي تُصوّرِه وسائط التقنية الحديثة عند حدوث أي سلوكيات عمل طبيعية ، بحيث يعمل بناءً عليها متعاطوها على تصفية حسابات شخصية تنعكس سلباً على بيئة العمل.
تعليمنا ... ليس تبليماً !!!
تاريخ النشر: 20 ديسمبر 2015 01:29 KSA
من الخطأ المنهجي أن تُعمم الأخطاء الفردية على ممارسات جهاز بأكمله ليوصم بعدها بأنه عاجز عن تحقيق أهدافه المنشودة، وتتعاظم المُشكلة عندما يُتعاطى هذا الخطأ إعلامياً ويتناوله من لا ناقة له ولا جمل، والم
A A