ملتقى القريات .. ومجتمع المعرفة

من الجميل أن تتبنى مُدن الأطراف لقاءات علمية تسعى من خلالها إلى إحداث حِراك مُجتمعي يؤدي إلى رفع مستوى أداء منسوبيها وتجويد عملياتها ، وهذا ما عمدت إليه إدارة تعليم القريات التي أقامت خلال الفترة من 16-17/4/1437هـ الملتقى الأول للجودة والاعتماد المدرسي – نحو مجتمع المعرفة – إيماناً منها بأن الجودة هي السبيل الأمثل لتحقيق رؤية المملكة لأن تكون في عام 2030 مجتمعاً معرفياً في ظل اقتصاد قائم على المعرفة متنوع المصادر والإمكانات ، وتقوده كوادر بشرية مُنتجة بالتعاون مع القطاع الخاص.
لقد كان ملتقى القريات مؤتمراً في محتواه – تنظيماً ومحتوى – فما بين أوراق علمية لمتخصصين في الجودة والاعتماد توزعت على ثلاثة محاور تضمنت تأصيلاً علمياً لمفاهيمها وعرضاً لتجارب وممارسات عدد من الجهات ، إضافة إلى رؤية استشرافية وتقويمية تستهدف رسم تصور لما يجب أن يكون عليه واقعها في المستقبل ، ولم يتوقف الملتقى عند استعراض الخلفية النظرية بل نفذ في يومه الثاني ورشاً تدريبياً لكافة فئات المجتمع التربوي بهدف نشر ثقافة الجودة ، وتعزيز الممارسات الإيجابية وتصحيح مسار التعاطي السلبي لبعضها ؛ حيث قدَّمها نُخبة من الأكاديميين وأصحاب الخبرة المتراكمة في حقل الجودة ، أما لؤلؤة العقد الفريد لهذا التجمع النوعي فكانت استضافة الرجل الثاني في هيئة تقويم التعليم الذي قدَّم عرضاً عن إنجازات الهيئة التي انطلقت في غُرة عام 2014م ، وعن رؤيتها لما ستكون عليه آليِّات تقويم التعليم في المستقبل بعد أن تمت صياغتها بصورة جماعية مستلهِمة أبرز التجارب الدولية في هذا المضمار ، واستكمالاً للصورة البانورامية الجميلة للملتقى فقد أُقيم معرض مُصاحب لأبرز البرامج المدرجة على خارطة إدارة التعليم .
وفي إطار الزيارات المُعدَّة فقد سعدنا بزيارة مدرستين متميزتين حصلت قائدة الأولى على جائزة التميز على مستوى المملكة ، وشاهدنا في الأخرى بيئة مدرسية جاذبة ، فالشكر كل الشكر لكوكبة القريات التربوية التي خططت ونفذت واستقبلت بحفاوة وودعت بأمل يحدوها في لقاءات مستقبلية تُعزز مسيرتها في خدمة الوطن وتوطيد الانتماء له والولاء لقيادته الرشيدة .