تأصيلاً لغوياً نقول : الشهور كلها أعلام عدا شهر ربيع الأول وشهر ربيع الثاني ، وقول (( ربيع الآخر أصح )) .
والآية الكريمة نص صريح على أن نزول القرآن كان في رمضان ، وقد قيل إن القرآن أنزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ في ليلة القدر من شهر رمضان إلى بيت العزة في السماء الدنيا ، وهذا القول أخرجه الطبري موقوفاً على ابن عباس رضي الله عنهما ، ولا أعلم ما يعضده نظراً ولا أثراً . والصحيح أن المراد من قوله جل ذكره ﴿ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ﴾ أي كان ابتداء نزوله في رمضان إذ المعروف أن صلوات الله وسلامه عليه نبئ بالخمس آيات الأول من سورة (( العلق )) وأرسل بالمدثر .
وفي الآية المباركة من شواهد ارتباط شهر رمضان بالقرآن ما لا يخفى ، وهو المبتغى إدراكه والعمل به ، وقد كان جبريل عليه السلام يدارس نبينا (صلى الله عليه وسلم) القرآن كل ليلة من رمضان ، والمحفوظ أن هذه المدارسة ضربان : إما أن يقرأ جبريل عليه السلام ثم يتلو النبي ما قرأه جبريل أو أن يقرأ جبريل ثم يقرأ النبي من حيث وقف جبريل في قراءته والأول أظهر . ولهذا عظمت عناية سلف الأمة الصالح بتلاوة القرآن في رمضان وحق لهم ، لكن بعض أهل زماننا سلكوا بهذا طريقاً ذا عوج ، فأضحوا يهذون القرآن هذا لتغلب ختمات زيد ختمات عمرو والأمر أجل من ذلك .وكل الشأن ما أثر القرآن في القلب وما حال المؤمن عند تلاوته ، على المؤمن أن يستصحب أن هذا القرآن صدق في أخباره ، وعدل في أوامره ونواهيه .
فيقبل ما جاء فيه من وعد ووعيد وأخبار السابقين وأنباء الغابرين ويأتي ما أمر الله به وينتهي عما نهى الله عنه مع وجل في القلب ودمعة في العين ، فإن صاحب ذلك إن اقشعر جلده وخشع فؤاده فهذا المؤمن حقاً .
شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن
تاريخ النشر: 15 أغسطس 2010 06:36 KSA
تأصيلاً لغوياً نقول : الشهور كلها أعلام عدا شهر ربيع الأول وشهر ربيع الثاني ، وقول (( ربيع الآخر أصح )) .
A A