شهدت الساحة العلمية السعودية إنشاء العديد من أودية التقنية الملحقة بالجامعات، كوادي الرياض التابع لجامعة الملك سعود، أو وادي مكة التابع لجامعة أم القرى، أو وادي الظهران التابع لجامعة الملك فهد للبترول؛ بهدف جعل بيئاتها واحات لتحويل المُخرج النظري للمعرفة إلى مُنتج علمي يخدم المجتمع، ويُسهم في تحقيق الهدف المنشود المُتمثِّل في قدرتنا على إنتاج التقنية بدلاً عن استيرادها بشكل خاص، ودعم التحوُّل للاقتصاد المعرفي عموماً؛ كما فتحت هذه الأودية آفاقاً رحبة لتفعيل دور القطاع الخاص في دعم مسيرة التنمية المُستدامة، وخلق فرص استثمارية له، ووأد الاتهام التبادلي الذي طالما تقاذفته الجامعات والقطاع الخاص المُحال إما لضعف مساهمة الجامعات في معالجة مشكلات القطاع الخاص أو لانعدام دعم القطاع الخاص للجامعات وعزوفه عن الحوار والمشاركة الفاعلة في تطوير أدائها.
من هذا المنطلق، تتجاوز هذه الأودية الوقوف عند تسجيل براءات الاختراع والتباهي بذلك، بل تُوجِّه كل طاقاتها لتحويل هذه الابتكارات إلى منتجات ذات مردود اقتصادي، والتوجه إلى الصناعات التحويلية التي أبان وادي الظهران للتقنية أنه يمتلك 27 مشروعاً في هذا المسار، بينما كان باكورة هذا التوجُّه لوادي مكة للتقنية اعتماد منتجين أُطلق على الأول اسم «تغريد»، والثاني «نيفي بي» التي صُنِّعت بأيدٍ سعودية وداخل معامل الجامعة، وهذا لعمري هو البداية الحقيقية الفاعلة التي كُنّا ننتظرها بعد أن سئمنا التنظير، وبدأ عهد الإنتاج العلمي التطبيقي الذي يجعلنا نفتخر ونُفاخر بقدرتنا على التأثير في الآخر، بعد أن توقَّف دورنا عند الاستهلاك دون إحداث الأثر في المُتلقِّي.
هذا الدور المأمول لحاضنات المعرفة في الجامعات، يُخرجها من إطار مهماتها الثلاث المتعارف عليها في التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع، إلى مهمة جديدة تتمحور حول دورها في الاقتصاد ودعم الإستراتيجية الوطنية في البحث عن بدائل اقتصادية للأجيال القادمة، في ضوء ما حققته الجامعات الرائدة دولياً في هذا المسار الحيوي المهم.
فاصلة:
فكرة المقال للعميد مهندس محمد بن عبدالعزيز الثبيتي.
أودية التقنية.. والمستقبل المشرق
تاريخ النشر: 13 مارس 2016 00:32 KSA
شهدت الساحة العلمية السعودية إنشاء العديد من أودية التقنية الملحقة بالجامعات، كوادي الرياض التابع لجامعة الملك سعود، أو وادي مكة التابع لجامعة أم القرى، أو وادي الظهران التابع لجامعة الملك فهد للبترول
A A