عدم توافق القوى السياسية والأحزاب في لبنان، كان النكبة التي حوّلته من دولة ديمقراطية متقدمة فكريًا وثقافيًا إلى دولة يظلها التشرذم السياسي والحزبي الذي أحكم قبضته على صنع القرار فيها، وحوّلته إلى مسرح رجعي من عمليات الهيمنة، ووضع اليد على مُقدَّراته البشرية والاقتصادية والسياسية.
حين غلّبت انقسامات تلك القوى الصالح الخاص على الصالح العام!! كانوا كمن قُدِّم لبنان على طبق من ذهب لنصير الشيطان وجيوشه، فكان الصراع هو المغنم الذي أدى إلى تعزيز قوة الترسانة الصفوية سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا على طول لبنان وعرضه، حتى بات مصنعًا يصدِّر الفكرالإرهابي الصفوي داخل لبنان وخارجه!.
كل ما حدث ويحدث من شطح نصير الشيطان وحزبه في لبنان ما هو إلا اصطياد في الماء العكر لشق الصف اللبناني، وخلق النزاعات والصراعات السياسية والحزبية والطائفية، وسلب لبنان من الأمة العربية إلى الظلال المجوسي، وإن لم يفق المتناحرون من غفوتهم التي طال أمدها، ويظهر من بين ظهرانيهم من يكون له دور واضح وصريح حيال كل ما جرى سابقًا ولاحقًا، فإن المؤشرات خطيرة جدًا، وتنبئ أن حزب الشيطان الصفوي يدفع بلبنان إلى التحوُّل من دولة مستقلة حُرَّة إلى ولاية فارسية تأتمر بعمامة الفقية الأعوج، وأن احتلال الفرس للبنان لا محالة بات وشيكًا، وحينها لا التباكي ولا الاعتذار سيُقدِّم أو يُؤخِّر قيد أنملة من الصراع القادم والمظلم على أرض لبنان وحدها.
الأزمة بين لبنان والمملكة العربية السعودية تتسع، ومن منطلق الحفاظ على العلاقات الودية بين البلدين والقوانين الدولية المتعلقة بالإرهاب، اتخذت المملكة العربية السعودية ودول الخليج الإجراءات القانونية التالية:
* أدرجت المملكة العربية السعودية جماعة حزب الشيطان وأربعة شركات وثلاثة أفراد لارتباطهم بحزب الشيطان على قائمة الإرهاب السوداء، كما حذرت المواطنين والمقيمين من مغبّة التعاطي مع الحزب، وكان لها في هذا الإجراء الدور الرائد الذي تأسَّت به بقية دول الخليج.
* المملكة العربية السعودية تُرحِّل ثلاث عوائل لبنانية تُموِّل حزب الشيطان.
* مملكة البحرين.. تُرحِّل عوائل لبنانية متعاونة مع حزب الله.
* دولة الكويت.. تُرحِّل أحد عشر مقيمًا لبنانيًا وسوريًا وثلاثة عراقيين بسبب علاقتهم المباشرة بالحزب.
* الإمارات العربية المتحدة.. تُرحِّل سبعين من المقيمين اللبنانيين المتعاونين مع حزب الشيطان.
نحن نعلم أن سقف الحريات في لبنان مرفوع، وفي المقابل ثمة قوانين تُعاقب مَن يتجاوزها، خاصة ما يتعلق منها بزعزعة أمنه، ومن ضمن مواد العقوبات في لبنان قرأتُ أن المحكمة اللبنانية عدّلت في بعض نصوص المواد المتعلقة بالإرهاب، وشرّعت عقوبات متفاوتة على أي جرم إرهابي كُلٌّ حسب ضرره.
كل ما سبق يجعلني أسأل المُشرِّع اللبناني: لماذا تجاوزت تلك العقوبة الأعمال الإرهابية لحزب الشيطان وسيّده داخل لبنان وخارجه، حتى خرج بلبنان من «قطعة سما»، إلى الخاصرة الرخوة في جسد الوطن العربي!؟.
لبنان.. من قطعة سما إلى خاصرة العرب الرخوة!!
تاريخ النشر: 25 مارس 2016 00:30 KSA
عدم توافق القوى السياسية والأحزاب في لبنان، كان النكبة التي حوّلته من دولة ديمقراطية متقدمة فكريًا وثقافيًا إلى دولة يظلها التشرذم السياسي والحزبي الذي أحكم قبضته على صنع القرار فيها، وحوّلته إلى مسرح
A A