قمة الوعي الإداري أن تجد مسؤولاً بمرتبة وزير؛ يقف مُستلهماً جهود أسلافه المُبدعين، ويحاول استنطاق الزمن الماضي لإعادة مُنجزاتهم التي أسَّست لأعمال مُستقبلية، أثبتت مع الوقت أنها بُنيت وفق رؤية بعيدة النظر، ونتيجة منطقية لفكرٍ ناضج بأهمية الحقل الذي يعمل فيه، بل يحمل همّه.
الدكتور أحمد العيسى تحدَّث بموضوعية، وكتب بتجرُّد، وبدأ بالتأكيد، وسرعان ما عاد للنفي؛ فأكَّد على أن ما تَحقَّق في الماضي يُعد مفخرة، ولكنه نفى أن يُرضي ذلك القيادة والشعب، فهذا التأرجُح يعني أن الفكر الواعي لا يقف عند حد، ولا يقفز على جهود الغير، بقدر ما ينطلق من حيث انتهى إليه الآخرون، مُشخِّصاً في الوقت نفسه العِلل التي كبلّت ولا زالت مفاصل التطوير، توجساً تارة، وخيفة تارةً أخرى، ناهيكم عن الوصاية التي تصدَّر لها من لا ناقة له ولا جمل في الحقل التربوي، بل من باب الفعل السلبي الذي تُعاني منه الكثير من فعالياتنا وبعض أجهزتنا.
ركز الوزير التربوي على المحضن الصغير «المدرسة» كانطلاقة لعملية التغيير، مؤكداً على أن دورها أعمق مما هو ممارس حالياً، مُلمِّحاً إلى أن النظام القِيمي الذي أخذ في الخفوت فيها يجب أن يُعاد النظر فيه، والتشديد على أن يكون جزءاً لا يتجزأ من ثقافتها، مُعرِّجاً على إعداد المعلم الذي يُعدُّ حجر الزاوية لأي تطوير في بُنية النظام التعليمي، وضرورة تدريبه أثناء الخدمة، وعلى المناهج التي تُصيغ عقول طلابنا، وتحديث طرائق التدريس، وزيادة الاهتمام بالطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، والجميل أن كل محور مما سبق أخذ حقه في النقد بشفافية من رأس الهرم؛ مما يعني أننا قادمون على مرحلة تصحيح جذرية للنظام برمّته، والأجمل هو ترسيخ روح الفريق في تحقيق هذا الهدف السامي، ونبذ الأنانية المرتكزة على تقديم المصلحة الذاتية على المصلحة العامة، والعزم في عهد الحزم على التغيير، وإن كان مُكلِّفاً في شتّى صوره.
فاصلة:
رحم الله الراحل الدكتور الرشيد على ما قدّمه للتعليم.. ووفَّق الدكتور العيسى في كل ما سيُقدِّمه له.
«تعليمنا إليك» يا معالي الوزير
تاريخ النشر: 26 مارس 2016 23:56 KSA
قمة الوعي الإداري أن تجد مسؤولاً بمرتبة وزير؛ يقف مُستلهماً جهود أسلافه المُبدعين، ويحاول استنطاق الزمن الماضي لإعادة مُنجزاتهم التي أسَّست لأعمال مُستقبلية، أثبتت مع الوقت أنها بُنيت وفق رؤية بعيدة ا
A A