Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

بشرى خير

(وجعلنا من الماء كل شئ حي).

A A
(وجعلنا من الماء كل شئ حي).
ما برحت منصات التواصل الاجتماعي تضج بكميات هائلة من الاستياء الشعبي المرير من تضخم فاتورة استهلاك المياه المذهلة ، ولم يكن الاستياء في واقع الأمر متمحوراً حول زيادة التسعيرة من حيث المبدأ بقدر ما كان الاستياء العارم والمستفز هو من الآلية العجيبة التي لجأت اليها شركة المياه الوطنية ربيبة وزارة المياه التي كما نعلم لا منافس لها في السوق أي بصريح العبارة شركة تمارس الاحتكار تشرِّع وتنفذ بمعنى أنها تفصِّل والمواطن يلبس حتى ولو كان المقاس لا يناسبه !!
إن رفع ثمن سلعة أساسية على المواطنين على حين غرة وعلى نحو مستفز يتطلب معه الأمر تعليق بل وتأجيل تطبيق التسعيرة الجديدة التي تفتقت في ذهن الشركة الوطنية ، وقد استبشر المواطنون خيراً بتواتر الاخبار على أن هناك توجيهات عليا وسديدة بتجميد العمل بهذه التسعيرة ربما حتى نهاية العام الهجري الجاري ، وربما يتبع ذلك اعادة النظر في التسعيرة ودراستها مع شرائح الاستهلاك على نحو منطقي يراعي في المقام الاول حاجات المستهلكين من الطبقة المتعففة وذوي الدخل المنخفض والمحدود ، خاصة وان شركة المياه أقدمت على رفع سعر هكذا سلعة لا غنى عنها لأي كائن حي (1000%) دفعة واحدة ،فعلى سبيل المثال لا الحصر سعر المتر المكعب في الشريحة الاولى المقدر بـ(10 هللات) وسعره في الشريحة الثانية الذي قفز الى (100 هللة) ،ويسوء الأمر كلما اتجهنا الى الشرائح الاخرى فالشريحة الثالثة (300 هللة) نسبة الزيادة (3000%) ثم يقفز بعدها (400 هللة) في الشريحة الرابعة بنسبة زيادة (4000%) ليصل في اخر الأمر الى (600 هللة) في الشريحة الخامسة ، أما الشريحة الاخيرة فان السعر يحلق في أجواز الفضاء بـ(6000%) ..ومما سبق يمكن أن نعرف السر الذي لم يعد في بير ، اذ إن التضخم الهائل في فواتير المياه زاد من عشرات ومئات الريالات الى آلاف الريالات مما يستحيل معه الأمر إشباع حاجات الناس الأساسية من الماء الذي هم فيه شركاء بأبخس الأثمان ، وينبغي ألا يكون الترشيد برفع السعر والمغالاة فيه وانما ببث الوعي بين المواطنين وإعادة تصنيف الشرائح بحسب دخول جل المواطنين لا الأقلية التي تملأ مسابحها على نفقة الغلابة!!
*ضوء : (الناس شركاء في الماء والكلأ).
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store