Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مصر.. لنا.. ونحن.. لها

عندما نتحدَّث عن مصر كدولة عربية عُظمى لها من المكانة المرموقة سياسيًا وعسكريًا ما لا يُحجب بغربال التجنِّي؛ والقفز على الحقائق، فإننا نُعطيها حقّها التاريخي الذي صنعه رجالاتها منذ حضارتها التي تمتد إ

A A
عندما نتحدَّث عن مصر كدولة عربية عُظمى لها من المكانة المرموقة سياسيًا وعسكريًا ما لا يُحجب بغربال التجنِّي؛ والقفز على الحقائق، فإننا نُعطيها حقّها التاريخي الذي صنعه رجالاتها منذ حضارتها التي تمتد إلى سبعة آلاف سنة، فهذا الإرث الكبير يجعلنا نقف احترامًا وإجلالاً لها ولشعبها الشقيق ولقيادتها التي غلَّبت المصالح العُليا لوطنها على كل الاعتبارات التي صاحبت ثورة الخريف العربي، وكادت أن تسلخها من عروبتها الأصيلة، وتُلقي بها في أحضان الطامعين للتوسُّع على حساب القِيَم والمبادئ العربية، ولكنهم المصريين -وحدهم- من استطاعوا حماية وحدتهم والحفاظ على مُقدراتهم بوعي سياسي بعيد المدى، وقراءة ناضجة للمشهد السياسي المُتخم بالمتناقضات المرتكزة على ضرورة التغيير المدفوع بالحماسة، لا العقلانية. من هذا المُنطلق واستمرارًا للعلاقات الإستراتيجية التي تربط بين بلدنا وبين شقيقتنا الكبرى جاءت زيارة قائدنا الحازم لها لتدعيمها وتطوير أدواتها في ظل المُتغيرات التي طرأت على الساحة من جهة، ولجم للأفواه الناعقة بوجود فجوة تتَّسع مع الزمن بين الفكر السياسي للبلدين الذي يتوازى ولا يتقاطع في ظل تعزيز الروابط الأخوية، والوشائج التاريخية التي لا تقبل أنصاف الحلول، بقدر ما يزيدها مُتغيِّر الزمن اتفاقًا في الرؤية، وتناغمًا في الهدف والغاية من جهة أخرى.
وتأكيدًا لهذه المكانة التي تحتلها كل دولة عند الأخرى، غرّد الرئيس المصري مُرحِّبًا بأخيه خادم الحرمين الشريفين قائلاً: «أُرحب بأخي جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز على أرض وطنه الثاني مصر»، فيما بادله الملك سلمان التحية بمثلها، فغرّد قائلاً: «لمصر في نفسي مكانة خاصة، ونحن في المملكة نعتز بها وبعلاقتنا الإستراتيجية المهمة للعالمين العربي والإسلامي، حفظ الله مصر، وحفظ شعبها».
فالمتأمل في هاتين التغريدتين يتحقَّق من أن الحُب والتقدير هما الإطار الذي يُغلِّف العلاقة السعودية المصرية -ويُزيل عنها وهم التحليلات للمرجفين في كثير من القنوات الفضائية وساحات الخفافيش الظلماء- ويُبرزها، من رأس الهرم في الدولتين بأن الزمن يتغيِّر، ولكن الثوابت تبقى؛ كبقاء الأهرامات في مصر، والتوباد في نجد.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store