Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تدهور قيمة بيئة جدة النوعية

وكأن مدينة جدة تنقصها مشكلة بيئية جديدة.

A A

وكأن مدينة جدة تنقصها مشكلة بيئية جديدة. فآخر تلك المشكلات التي قد تتسبب في كارثة بيئية محققة هي العشرة ملايين من الإطارات التالفة في مردم الأمانة الرئيس، حيث لا يُعمل أي شيء للتخلص منها، أو تدويرها والاستفادة منها. فهذه قنبلة موقوتة لو اشتعلت فيها النيران (لا سمح الله) فسوف تنبعث منها غازات سامة ومسرطنة قد تسبب مشكلات صحية لأعداد كبيرة من ساكني مدينة جدة وما حولها.
والغريب -بالإضافة إلى ذلك الخطر- ما أوضحه مدير عام فرع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بمنطقة مكة المكرمة بأن مردم أمانة جدة الجديد بوادي العسلاء غير مصرح به من قبل رئاسة الأرصاد وحماية البيئة، كما أنه مخالف للتعاميم الوزارية الخاصة بإنشاء المرادم واعتمادها. (يوم الخميس الماضي بهذه الصحيفة).
ويبدو أن مدينة جدة موعودة بالإهمال الشديد لبيئتها. فمنذ سنوات والكل يعلم بأن نوعية الهواء في هذه المدينة غير جيّدة، حيث تلوّثه عدد من المنشآت الصناعية، ومصفاة جدة، ومحطة تحلية المياه، وتوليد الطاقة الكهربائية، وعوادم السيارات التي تزداد بالآلاف سنة بعد أخرى.
أما مياه جدة، فكما أكد الدكتور أنور عشقي أستاذ علم البيئة سابقًا لصحيفة الاقتصادية (١٩ يناير ٢٠١٣م) بأن مياه شاطئ جدة مليئة بالتلوث العضوي القادر على إلحاق الضرر بصحة الإنسان عند تعرضه لمياهه. وتؤكد ذلك جميع الدراسات التي تعج بها أدراج مكاتب كلية علوم البحار بجامعة الملك عبدالعزيز، حسب قوله. ثم عاد الدكتور عشقي وأكد لصحيفة البلاد (١ يونيو ٢٠١٥م) بأن نسبة التلوث في مدينة جدة يجعلها هي المدينة الأولى في العالم من حيث تلوث الشواطئ بالصرف الصحي، وذلك بناء على تقرير للأمم المتحدة. وكان من أسباب ذلك تجريف الشُّعَب المرجانية والبناء على الشواطئ. كما أن هناك أسبابًا أخرى لتلوث مياه البحر غير مياه الصرف الصحي التي أشار إليها الدكتور عشقي، فهناك مخلفات المصانع من مواد كيماوية توجّهها إلى مياه البحر، والأدهى أن منها مواد شديدة السمّية وتُشكِّل أخطارًا ليس للثروة السمكية وحدها بل للإنسان أيضًا.
أخشى ما نخشاه بأن تتم معالجة المشكلة البيئية الجديدة في مردم إطارات السيارات، كما تم معالجة مشكلة تلوث مياه البحر بجدة، ومشكلة تلوث هوائها؛ فقد مرّت سنوات وسنوات ونحن نشاهد في كل عام تتدهور القيمة النوعية للبيئة في هذه المدينة، ولا نجد مَن يقوم بواجب مسؤولياته ليحمي ساكني هذه المدينة من خطرٍ كبير لا يُهدّد حاضرها، بل مستقبلها ومستقبل من فيها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store