الاعتراف بالمُشكلة أولى خُطوات حلها .. هكذا تؤكد المنهجية العلمية، وبما أننا نخوض معركة أدواتها ثلة من خفافيش الظلام الذين تبنُّوا فكراً خارجياً، وامتطوا صهوة هوى النفس، وآمنوا بأطروحة إعادة الخلافة الإسلامية في سياق فهمهم السلبي وليس الإيجابي لها، ولعل المُتتبع للبيانات التي تُعلن عنها وزارة الداخلية حول وجود خلايا داعشية تقبض على بعض عناصرها، وتقتل من يقاومها منهم لهو شاهد إثبات على أن بين ظهرانينا فئة جنحت عن الطريق المُستقيم، وفلسفت فهمها لشعيرة الجهاد حسب ما يُلقنه إياها مَراجِعُهم المُتخفون وراء شاشات وسائط التقنية، والمؤلم حقاً أن الدافع والمدفوع به من أبناء جلدتنا.
لقد حققت ولا زالت القوات الأمنية وأجهزتها الاستخباراتية الكثير من الضربات الاستباقية التي كانت سبباً في الحد من نشاط هذه الجماعة الموبوءة في الداخل، ومع ذلك إلا أنها بين الفينة والأخرى تُطِّل برأسها رغبة منها في زعزعة الأمن، وتحقيق مكاسب لها على الأرض تعكس بما لا يدع مجالاً للشك بأنها تعمل على تنفيذ أجندة شخصية تُحقق رؤى قادتها المُتمثلة في إشباع نهمهم العدواني الذي لا يرتوي إلا بسفك دماء الأبرياء بحجج واهية وفهم قاصر في تغييب للغة المنطق، وتعالٍ على حوار العقل، وتجنٍّ على كل الحقائق والمُكتسبات المادية والعقلية المُتحققة على أرض الواقع.
إن قراءة واقع هذه الفئة في مُجتمعنا بموضوعية وتجرُّد، والبحث عن دوافع ومُسببات انسياق أفرادها من أبناء الوطن أمرٌ يتطلب منا المكاشفة، وتسمية الأمور بمسمياتها، وتنحية نظرية المؤامرة جانباً؛ فالوضع لا يحتمل إحالة كل مُشكلاتنا على أنها من تخطيط الآخرين، وما نحن سوى ضحايا ، ونكتشف بعد ذلك أنهم على ضلال مبين، ثم نُحيل من قُبض عليه للمُناصحة عل وعسى أن يعود إلى رشده، ولكنه لا يلبث أن يعود إلى سابق عهده ؛ بسبب أننا عالجنا الظاهرة في شكلها ، وبَعُدْنا عن اجتثاثها من جذورها.
الدواعش .. والحل الجذري
تاريخ النشر: 08 مايو 2016 02:27 KSA
الاعتراف بالمُشكلة أولى خُطوات حلها ..
A A