الذين يجعلون من الأحلام حقيقة -في مجتمعنا- قليلون، وأقل منهم الذين يُبادرون بأفكارهم وأموالهم من أجل هدف سامٍ لا يُحقِّق لهم منافع ذاتية أو يجنون منه مردوداً مالياً. وكثير في مجتمعنا أولئك المتذمرون السلبيون الذين ينتظرون أن توفر لهم الدولة كل شيء، ولا يُشاركون في الطموحات والتحديات، بل يقعدون في كل مرصد للتشكي والطلب والانتقاد.
بعد خمسين عاماً على إنشائها، نتذكَّر اليوم أولئك الرجال الذين عرفوا دورهم نحو مجتمعهم، فاهتمّوا به، وحملوا آماله وسعوا لكي يجعلوها حقيقة، فبادروا بالتبرع بمساحات كبيرة من الأرض، وبمبالغ كريمة من المال عندما تسابقوا لإنشاء أول جامعة أهلية في المملكة. لقد أدّوا دورهم نحو وطنهم بإخلاص وجهد غير منقوص.
إنهم أولئك الذين شاركوا بكل إمكاناتهم المادية والعلمية والاجتماعية لإنشاء جامعة الملك عبدالعزيز في جدة. ولقد كان لهذه الصحيفة العريقة -صحيفة المدينة المنورة- دور كبير في شرف المشاركة في ذلك الطموح، وفي تهيئة الرأي الثقافي والاجتماعي العام لذلك الهدف السامي المنشود. وما كانت القيادة -بعد تلك المبادرة الراقية- لتذر ذلك الطموح يذهب هباء دون جدوى، فكانت استجابة الملك فيصل لاحتضان تلك الجامعة الوليدة وضمها لشقيقتها الكبرى بالرياض، مُقدَّراً لكل مَن شارك في ذلك الهدف السامي دورهم الحضاري الكبير ومساهمتهم الفاعلة.
لا شك أن احتفال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في الأسبوع الماضي بالذكرى الخمسين لإنشاء هذه الجامعة، على أرضها ومع منسوبيها وطلابها لدليل على استمرارية الدعم والاهتمام من قِبَل القيادة لهذه الصروح العلمية التي تحتضن اليوم أغلى ثروات بلادنا، والتي سوف يتشكَّل بأيديهم -بإذن الله- مستقبل هذا الوطن الغالي.
مبادرون في حب وطنهم
تاريخ النشر: 29 مايو 2016 00:38 KSA
الذين يجعلون من الأحلام حقيقة -في مجتمعنا- قليلون، وأقل منهم الذين يُبادرون بأفكارهم وأموالهم من أجل هدف سامٍ لا يُحقِّق لهم منافع ذاتية أو يجنون منه مردوداً مالياً.
A A