من الثوابت التي لا يحيد عنها المسلم في مناحي حياته الدينية أنه في حال استشكل عليه أمر فقهي يتطلب الفتوى فيه فهو يركن إلى كتاب الله وسنة نبيه عليه أتم الصلاة والسلام، أو الرجوع إلى علماء الدين ليفيدوه فيما استشكل عليه.
الجديد اليوم هو أن بعض المُفكرين والباحثين الإسلاميين، أصبحوا يُصدرون الفتاوى في بعض القضايا، حتى أضحى بعض المستمعين في حالة من التخبُّط بين صحّة فتواهم أو فتوى علماء الدين المعترف بهم من الدولة.
في إحدى الحلقات الحوارية على إحدى القنوات، كان الحوار يدور حول الأحكام الفقهية المتعلقة بشهر رمضان، وكان الضيف أحد هؤلاء الباحثين، ولا أعلم لِمَ خلعت المضيفة عنه دوره الحقيقي كباحث إسلامي وكسته عباءة الإفتاء!؟.. ولا أعلم هل كان اختيارًا موفقًا، أم سقطة لا يُحسد عليها جميع مَن شارك في الحوار.
وقعتُ في حيرة، وعجبتُ من إدارة الحلقة كاملة، سواء على مستوى الأسئلة أو الوضع العام لإجابات الضيف والمشاركين، وتلك النظرة التي تستدعي التأييد من أي كان!!؟؟. فوجدتُ نفسي أقفز هنا هناك، مرة أفتح الإنترنت، وأخرى أقفز إلى مكتبتي لألتقط كتابًا فقهيًا علّني أجد فيه ولو نذرًا يسيرًا من صحة ما أسمعه!!.
أورد لنا الباحث ردودًا عن فتاوى كثير من الأمور الدينية المتعلقة بشهر رمضان، بدءاً بالموسيقى، وقراءة القرآن، والعمرة، وليلة القدر، والزكاة، وساق لها من الأدلة والبراهين ما جعلنا نلف وندور حول أنفسنا؛ ونتساءل: هل نأخذ بهذه الفتاوى أم نتركها!؟.
ولأن الإجابات لم تقنعني، أطمح من علمائنا الأفاضل الردّ على الفتاوى التي وردت في سياق ذلك الحوار، حتى يتّضح لنا صحّتها من خطئها.
تضعيف القول في الأجر الزائد لعمرة رمضان، جعلني أتساءل في حيرة: وماذا عن حديث النبي عليه الصلاة والسلام: (عمرة في رمضان تعدل حجة معي)!؟، والذي كان ولازال يتردَّد على مسامعنا عبر الإذاعة والتلفزيون من قِبَل علمائنا الأفاضل، وفي كتبنا. فهل نأخذ به أم نتركه!؟.وعلى فتوى مَن نستند!؟.
هل نحن في زمن لا يمكن أن يمضي الإنسان فيه ساعات طويلة في العبادة، بحكم أن المناخ والأجواء ليست دينية كما قال الباحث؟! وهنا لم أفهم إلى ماذا يرمي بفلسفته هذه!؟.
هل يُعدُّ ختم القرآن في رمضان عدّة مرات من القراءات العبثية!؟ لِمَ غفل عن فضل الاستزادة من قراءة القرآن في رمضان!؟.
لستُ مِن المُتشدِّدين، فأنا إنسانة معتدلة في ديني.. أُصلِّي وأصوم وأقرأ القرآن.. وأستمتع صباحًا بترنيم فيروز، ويأخذني صوت عبادي الجوهر إلى آخر آمالي.. ولكني عرضتُ هنا لفتاوى ذلك الباحث لأُنوِّه إلى أثر خط فلسفته في تفسير الأحكام الفقهية على المتابع البسيط، وبعض الشباب الذي ينجذب خلف فتاوى الـ(take away).
ولأني لا أخشى من أثر تلك الفتاوى على العالمين بالدين، ولكن أخشى ما أخشاه وقوع بعض العامة من المسلمين عربهم وأعاجمهم في دوّامة التشكيك بأحكام الدين؛ المنقولة إلينا من السلف الصالح من علماء الأمة الإسلامية وممَّن خلفهم بعد ذلك إلى يومنا هذا.
فَتَاوَى الـ»Take away».. أوكلوا الفتوى لأهلها
تاريخ النشر: 03 يونيو 2016 03:03 KSA
من الثوابت التي لا يحيد عنها المسلم في مناحي حياته الدينية أنه في حال استشكل عليه أمر فقهي يتطلب الفتوى فيه فهو يركن إلى كتاب الله وسنة نبيه عليه أتم الصلاة والسلام، أو الرجوع إلى علماء الدين ليفيدوه
A A